أخبار بلا حدود

إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس بعد إعلان ماكرون الاعتراف بفلسطين


أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين موجة توتر دبلوماسي كبيرة بين فرنسا وإسرائيل، وسط تهديدات إسرائيلية مباشرة بإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس. فقد أوصى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بإغلاق القنصلية، معتبرًا أن تحركات فرنسا تشكل "تحديًا صريحًا" للسيادة الإسرائيلية، وأن القنصلية تقود "خطاً مناوئًا لإسرائيل" في المنطقة. وأشارت صحيفة يسراييل هيوم إلى أن توصية ساعر لا تزال بحاجة إلى اعتماد الحكومة الإسرائيلية، قبل أن تدخل حيز التنفيذ، ويتوقع أن تبدأ الإجراءات الميدانية في سبتمبر/أيلول المقبل، بالتوازي مع اعتزام دول أخرى الاعتراف بفلسطين أمام الأمم المتحدة.



ويأتي هذا التوتر في ظل تصاعد الدعوات الدولية لإيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة في غزة عام 2023، والتي أعادت قضية حل الدولتين إلى صدارة الاهتمام العالمي. وقد شدد ماكرون، في تصريحات رسمية عبر منصتي إكس وإنستغرام، على أن فرنسا تعتزم الاعتراف بفلسطين وفاءً بالتزامها التاريخي بالسلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الأولوية القصوى هي إنهاء الحرب في غزة وحماية المدنيين الأبرياء.

وتفاعل الفلسطينيون مع هذا القرار بترحيب واسع، حيث اعتبرت السلطة الفلسطينية وحركة حماس المبادرة الفرنسية خطوة مهمة لدعم حقوق الفلسطينيين على الساحة الدولية. بالمقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار الفرنسي بأنه "غير مسؤول ويضر بفرص السلام"، مستنكراً التحرك الفرنسي، فيما عبرت الولايات المتحدة عن رفضها للخطوة، معتبرة أن الاعتراف الأحادي قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويُضعف مفاوضات السلام المستقبلية.

ويأتي قرار ساعر في سياق متزامن مع اعتزام عدد من الدول الأوروبية الاعتراف بفلسطين، مما يعكس تحركًا دبلوماسيًا واسع النطاق يضع إسرائيل في موقف حساس على الساحة الدولية. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن الإغلاق المحتمل للقنصلية الفرنسية قد يكون رسالة تحذيرية لكل من يعتزم اتخاذ خطوات مماثلة تجاه فلسطين، وأن هذه الخطوة ستترجم عبر تقييد أنشطة القنصلية، ومراجعة الاتفاقيات الدبلوماسية القائمة بين البلدين، وربما تشمل إجراءات تصعيدية أخرى إذا ما مضت فرنسا قدماً في تنفيذ وعدها.

ويرى محللون أن الأزمة تعكس التوتر المستمر بين المصالح الإسرائيلية والرؤية الأوروبية لدعم القضية الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن باريس تسعى للحفاظ على دورها الوسيط في المنطقة، وتأكيد موقفها التاريخي من حل الدولتين. ويضيف هؤلاء أن التصعيد المحتمل بين إسرائيل وفرنسا سيؤثر على العلاقات الثنائية في ملفات اقتصادية وأمنية، وقد يمتد تأثيره إلى مستوى الاتحاد الأوروبي، الذي قد يواجه ضغوطًا سياسية في كيفية التعامل مع هذا الصراع الدبلوماسي الجديد.


بقلم هند الدبالي 

إسرائيل، فلسطين، القدس، فرنسا، ماكرون، جدعون ساعر، القنصلية الفرنسية، اعتراف بدولة فلسطين، الشرق الأوسط، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، الأمم المتحدة، الدبلوماسية الدولية، السلام، الحرب في غزة، حل الدولتين.





الثلاثاء 19 أغسطس 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic