حياتنا

إعادة إدماج الأشخاص بدون مأوى: ضرورة إستراتيجية شاملة للمستقبل


في ظل الاهتمام المتزايد الذي يحظى به ملف الحيوانات الضالة في المغرب، يتزايد في المقابل القلق من تهميش قضية الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا، الذين يعانون من ظروف قاسية في المدن المغربية. وفي وقت تتجه فيه المملكة نحو استضافة التظاهرات الرياضية القارية والعالمية، يطالب العديد من الفاعلين المدنيين والحكوميين بضرورة تخصيص اهتمام خاص لهذه الفئة، وعدم إغفال احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية في سياق الاستعدادات لهذه الأحداث الكبرى.



أزمة الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا
يشكل وجود الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا في الشوارع المغربية ظاهرة متزايدة، خصوصًا في المدن الكبرى التي تعرف حركة كثيفة من حيث التنقلات والتطورات الاجتماعية. ورغم وجود بعض مراكز الإيواء، إلا أن هذا الحل لا يبدو كافيًا لحل المشكلة بشكل جذري، حيث تبقى هذه الفئة في حالة تهميش مستمر.

تؤكد مختلف الدراسات والآراء أن هذه الفئة تحتاج إلى أكثر من مجرد توفير مأوى، بل إلى خطة شاملة لإعادة إدماجهم في المجتمع بشكل فعال. وهذا ما أكده العديد من الفاعلين المدنيين الذين دعوا إلى ضرورة التفكير في إستراتيجية وطنية تدعم تأهيل هؤلاء الأشخاص وإعادة دمجهم في المجتمع، بما يضمن لهم حياة كريمة وفرصًا للمشاركة في الأنشطة المجتمعية.

إستراتيجية وطنية لإعادة الإدماج
من أجل معالجة هذه الظاهرة، يدعو الفاعلون المدنيون إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة تركز على تأهيل الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا. هذه الإستراتيجية يجب أن تتجاوز الحلول التقليدية، مثل الإيواء المؤقت، وأن تشمل تمكين هؤلاء الأفراد من اكتساب مهارات وحرف مهنية تتناسب مع ميولاتهم وقدراتهم. إذ من خلال التأهيل المهني والتكوين في مهن مختلفة، يمكن أن يتحقق لهؤلاء الأشخاص استقلال اقتصادي واجتماعي، مما يسهم في اندماجهم الفعّال في المجتمع.

إشراكهم في التظاهرات الدولية
واحدة من الأفكار التي يتم تداولها بين العديد من الفاعلين هي إشراك الأشخاص بدون مأوى في فعاليات وطنية ودولية، مثل كأس إفريقيا وكأس العالم. يمكن أن يكون هؤلاء الأفراد جزءًا من الفرق التطوعية التي تساعد في تنظيم هذه التظاهرات بعد تأهيلهم وتدريبهم، مما يعزز من شعورهم بقيمتهم وأهميتهم داخل المجتمع.

تعتبر هذه الخطوة جزءًا من الحلول التي تساهم في إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص اجتماعيًا، كما أن مشاركتهم في الأنشطة التطوعية قد تشكل حافزًا نفسيًا لهم وتساهم في زيادة اندماجهم في المجتمع. وفي الوقت ذاته، تعود هذه الفعالية بالفائدة على التظاهرات الرياضية نفسها، حيث يمكن أن يسهم هؤلاء الأفراد في توفير دعم بشري حيوي في فترة قصيرة من الزمن.

تجنب إهمال هذا الملف
إن إهمال ملف الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا يمكن أن يكون له تداعيات سلبية على المجتمع بشكل عام. فإلى جانب معاناتهم اليومية، قد تساهم هذه الفئة في زيادة معدلات الجريمة والتوترات الاجتماعية، خاصة في حال استمرار حالة التهميش التي يعيشونها.

الأمر الذي يدفع الفاعلين المدنيين إلى المطالبة بتحمل المسؤولية المشتركة بين الدولة والمجتمع المدني لضمان معالجة هذه المشكلة بشكل جاد وفعّال. يجب أن تكون هناك إستراتيجية وطنية موحدة تتضمن جميع أبعاد الإشكالية، من توفير مأوى لائق إلى تأهيل مهني ودعم نفسي مستمر.

وفي ظل التحضيرات لاستضافة المغرب لعدد من التظاهرات الرياضية الدولية الهامة، يظل من الضروري عدم إغفال ملف الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقليًا. يتطلب الأمر خطة شاملة تهدف إلى إعادة إدماج هذه الفئة في المجتمع، بما يسهم في خلق بيئة آمنة ومتكاملة في المدن المغربية. من خلال توفير فرص حقيقية للتأهيل والعمل، ومشاركتهم في فعاليات رياضية محلية ودولية، يمكن أن يصبح هؤلاء الأفراد جزءًا فاعلًا في المجتمع، ويعززوا من قدرتهم على العيش الكريم والتفاعل المجتمعي الصحي.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 18 أغسطس 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic