أخبار بلا حدود

إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة


أعلنت قطر عن توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق يقضي بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطرية ومصرية، الاتفاق يأتي بعد أشهر من التصعيد العسكري الذي أدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة، ويهدف إلى تهدئة الأوضاع وفتح الطريق أمام تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط أجواء من الحذر والتفاؤل في آن واحد



تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق بنودًا أساسية أبرزها وقف شامل للعمليات العسكرية، وتبادل للأسرى بين الطرفين. ومن المتوقع أن تطلق حماس سراح نحو عشرين أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، في مقابل إفراج إسرائيل عن حوالي ألفي معتقل فلسطيني، من بينهم مئات ممن اعتُقلوا عقب أحداث 7 أكتوبر 2023. كما ينص الاتفاق على انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة في القطاع، مع فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل منظم وتحت إشراف دولي، وهو ما يمثل خطوة ملموسة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
 

في المقابل، أكدت حركة حماس في بيان رسمي موافقتها على الاتفاق، موضحة أنه يندرج ضمن رؤية شاملة لإنهاء الحرب وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، مع الالتزام بالجانب الإنساني وتسهيل وصول المساعدات. ودعت الحركة الأطراف الضامنة، وخصوصًا قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى مراقبة التنفيذ لضمان التزام إسرائيل بجميع بنود الاتفاق، محذرة من أي محاولة للتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم الاتفاق عليه. كما أشادت حماس بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، معتبرة أن التضحيات التي قدمها المواطنون كانت حاسمة في دفع الأطراف إلى التوصل إلى هذا الاتفاق.
 

في إسرائيل، أثار الاتفاق جدلًا واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه، إذ اعتبر البعض أنه خطوة ضرورية لإنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الأسرى، بينما رآه آخرون تنازلاً كبيرًا أمام حماس قد يشجع على تصعيد مستقبلي.

على الصعيد الدولي، رحّبت عدة عواصم بالاتفاق، بينها واشنطن وباريس وأنقرة، مؤكدة أن الاتفاق يمثل نافذة أمل لبدء مسار سياسي جديد يفضي إلى سلام مستدام. ودعت الأمم المتحدة إلى تسريع تنفيذ الاتفاق وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين، مع التأكيد على أهمية مراقبة عملية تطبيقه لضمان احترام بنوده بالكامل.
 

رغم الترحيب الواسع، تواجه بنود الاتفاق تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة ضمان الالتزام المتبادل بين الطرفين في ظل غياب الثقة، ومخاوف إسرائيلية من عودة التصعيد العسكري، إضافة إلى احتمال وجود خلافات داخلية فلسطينية حول إدارة ما بعد الحرب. كما يشكل ملف إعادة إعمار غزة تحديًا اقتصاديًا وسياسيًا كبيرًا، إذ يحتاج القطاع إلى دعم دولي واسع ومراقبة مالية دقيقة لضمان توجيه الموارد إلى تحسين حياة السكان المتضررين.
 

يظل هذا الاتفاق خطوة أولى على طريق طويل ومعقد، لكنه يحمل أملًا واقعيًا لوقف نزيف الحرب المستمرة في غزة منذ سنوات. وبينما يتطلع الفلسطينيون إلى استعادة الهدوء بعد معاناة طويلة، تبقى الأنظار متجهة إلى مدى جدية الأطراف في تحويل الهدنة إلى سلام حقيقي يضمن الكرامة والأمن لكلا الشعبين، ويضع نهاية للتوترات المسلحة التي خلفت آثارًا إنسانية واجتماعية كبيرة.


إسرائيل، حماس، غزة، وقف إطلاق النار، الأسرى، المساعدات الإنسانية، المفاوضات


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 9 أكتوبر 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
























Buy cheap website traffic