أخبار بلا حدود

إسرائيل تستهدف رأس القيادة العسكرية الإيرانية وتغتال شادماني في قلب طهران


في تطور غير مسبوق للصراع الإيراني الإسرائيلي، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة في قلب العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، اللواء علي شادماني، رئيس أركان الحرب وقائد "قيادة الطوارئ خاتم الأنبياء"، الذي يعد من أقرب المقربين للمرشد الأعلى علي خامنئي. هذا التصعيد يمثل مرحلة جديدة في المواجهة المفتوحة بين الطرفين، وسط توترات متزايدة ومعارك استخباراتية وجيواستراتيجية متشابكة



الضربة، التي وُصفت بأنها "عملية نوعية"، استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، بحسب بيان رسمي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وقد نُفذت خلال ساعات الليل لتضرب مقراً عسكرياً حساساً في طهران. وأوضح البيان أن الهدف لم يكن فقط تصفية شخصية عسكرية بارزة، بل تقويض القدرة القيادية المركزية للقوات الإيرانية التي تنسق عمليات الحرس الثوري والجيش النظامي. ويُنظر إلى شادماني داخل المنظومة العسكرية الإيرانية كشخصية محورية في التخطيط والتوجيه وتنفيذ العمليات الاستراتيجية، لا سيما تلك الموجهة ضد إسرائيل ومصالحها الإقليمية.
 

الجيش الإسرائيلي لم يتأخر في اعتبار العملية "نجاحاً استخباراتياً وعسكرياً بالغ الأهمية"، مشيراً إلى أن شادماني كان قد تولى مهام قيادة الأركان في مرحلة حرجة من الحرب خلفاً للواء غلام علي رشيد، الذي قُتل هو الآخر في ضربة سابقة. ويرى مراقبون أن استهداف شخصيتين من هذا الوزن، خلال فترة زمنية قصيرة، يعكس سعي إسرائيل إلى تفريغ القيادة العسكرية الإيرانية من عناصرها الأكثر كفاءة وتأثيراً، في إطار سياسة تعتمد على "قطع الرأس" لإرباك منظومة القرار العسكري.
 

في رد سريع يدل على حجم التوتر، أعلنت إيران عن إطلاق 18 صاروخاً باليستياً باتجاه أهداف داخل إسرائيل، في محاولة واضحة للرد على الهجوم الجوي على طهران. ورغم أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية تمكنت من اعتراض 14 من هذه الصواريخ، فإن الصواريخ الأربعة المتبقية تسببت في أضرار مادية محدودة شمال ووسط البلاد، بينها إصابة مباشرة لمبنى مكاتب في مدينة هرتسليا، الذي كان خالياً من الموظفين. وأفادت مصادر طبية أن الهجمات أدت إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح طفيفة.
 

في ظل هذه التطورات المتسارعة، بات واضحاً أن الطرفين يواصلان استعراض قدراتهما العسكرية في محاولة لإعادة رسم قواعد الاشتباك. فبينما تمضي إسرائيل في استهداف القيادات العليا والرموز العسكرية لإيران، لا تتوانى طهران في توجيه رسائل نارية عبر ضربات صاروخية، تشير إلى أن قدرتها على الرد قائمة، رغم الخسائر التي تتكبدها. وهو ما يثير قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي، الذي يراقب بترقب شديد سيناريو التصعيد، ويخشى من انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة خارج نطاق السيطرة.
 

ولم يصدر، حتى اللحظة، أي بيان رسمي من السلطات الإيرانية يؤكد أو ينفي مقتل شادماني، إلا أن مصادر غير رسمية مقرّبة من أجهزة أمنية إيرانية ألمحت إلى إمكانية الرد بقوة في الساعات المقبلة، وهو ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات. وبينما تتكتم إسرائيل على تفاصيل إضافية بشأن العملية، فقد دعت مواطنيها إلى توخي الحذر والبقاء في حالة تأهب، في حين تعالت الدعوات الدولية من الأمم المتحدة ودول غربية إلى وقف التصعيد ومنع الانزلاق نحو حرب مفتوحة.
 

في ظل هذا المشهد المتوتر، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كان الطرفان مستعدّين لتجاوز الخطوط الحمراء أم أن كل منهما يحاول، عبر ضربات محسوبة، فرض معادلة ردع جديدة تعيد التوازن دون تفجير صراع شامل. فالهجوم في طهران ورد الفعل الصاروخي الإيراني يعكسان انتقال المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة، قد يكون لها تداعيات تتجاوز حدود البلدين، وتمتد إلى الإقليم بأسره


إسرائيل، إيران، طهران، اللواء علي شادماني، الحرس الثوري، الجيش الإسرائيلي، صواريخ إيرانية


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 17 يونيو 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic