في حادثة مأساوية أثارت اهتمامًا واسعًا، نُقل رضيع صيني يبلغ من العمر 11 شهرًا إلى مستشفى الأطفال في هونان بعد أن تعرض إصبعه لتلف شديد نتيجة نصيحة خاطئة اعتمدتها والدته من الإنترنت. الأم، التي كانت تسعى لمنع طفلها من وضع إصبعه في فمه، قامت بلف قطعة قماش حول إصبعه، معتقدة أن هذه العادة قد تؤثر سلبًا على نمو الأسنان. ولكن رغم تأكيدها أنها لم تشد القماش بإحكام، أدى ذلك إلى انتفاخ الإصبع وتحوله إلى اللون الأرجواني، مما استدعى تدخلًا طبيًا عاجلًا لتفادي خطر البتر.
سلوك طبيعي أم تدخل خاطئ؟
أوضح الطبيب لوه يوانيانغ من المستشفى أن مضغ الأطفال لأصابعهم أو الأشياء من حولهم هو سلوك طبيعي يساعدهم على استكشاف العالم، وغالبًا ما يختفي تلقائيًا عند بلوغهم عامين أو ثلاثة. وأكد أن النظافة فقط هي ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة، وليس التدخل القسري. هذه الحادثة أثارت تحذيرات من خبراء صحة الطفل الذين شددوا على خطورة الاعتماد على نصائح غير موثوقة منتشرة عبر الإنترنت.
متلازمة "عاصبة الشعر": خطر آخر يهدد الأطفال
في سياق مشابه، وثّق الأطباء حالات إصابة بما يُعرف بمتلازمة "عاصبة الشعر"، وهي حالة تحدث عندما يلتف شعر رفيع حول إصبع الطفل أو أحد أطرافه، مما يؤدي إلى تورم شديد أو حتى خطر البتر إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته في الوقت المناسب. وقد تم الإبلاغ عن حالة رضيع عانى من هذه المتلازمة بعد التفاف شعرة حول إصبعه دون أن تنتبه والدته. كما نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية حالة مشابهة، حيث علِق شعر داخل ثوب نوم طفل، مما تسبب في إصابة مؤلمة.
تحذيرات الخبراء: استشارة المختصين ضرورة
حذر الأطباء من اتخاذ إجراءات غير مدروسة لتقييد سلوكيات طبيعية لدى الأطفال، مشددين على ضرورة استشارة المختصين قبل اتباع أي نصائح قد تبدو مفيدة ظاهريًا، لكنها قد تُعرض صحة الطفل لمخاطر جسيمة. كما دعوا إلى توخي الحذر عند التعامل مع مصادر المعلومات على الإنترنت، والتي قد تكون غير مدعومة علميًا أو غير ملائمة لاحتياجات الطفل الفردية.
الحوادث المرتبطة بالنصائح غير الموثوقة على الإنترنت تُبرز الحاجة إلى توعية الآباء والأمهات بأهمية استشارة المختصين في تربية الأطفال. السلوكيات الطبيعية مثل مضغ الأصابع أو استكشاف العالم من خلال الفم ليست مقلقة في معظم الحالات، بل هي جزء من نمو الطفل. ومع ذلك، فإن التدخلات غير المدروسة قد تؤدي إلى مضاعفات جسدية خطيرة، مما يجعل البحث عن مصادر موثوقة للمعلومات أمرًا لا غنى عنه لضمان صحة وسلامة الأطفال.