تحدٍّ مميت وعواقب وخيمة
نشأ هذا التحدي من مصدر غير معروف على تيك توك، حيث يطلب من المشاركين تناول جرعات زائدة من الباراسيتامول خلال فترة قصيرة. ورغم أن هذا الدواء يُستخدم عادة كمسكّن للألم، فإن تجاوز الجرعات المسموح بها قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد وتسمم خطير قد يكون قاتلًا.
وفي حادثة مأساوية، حاول الطفل تنفيذ التحدي، لكنه سرعان ما دخل في حالة حرجة نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث فشلت جهود الأطباء في إنقاذه. أثارت وفاته صدمة كبيرة وأعادت الجدل حول خطورة التحديات الرقمية وتأثيرها المدمر على حياة الشباب والمراهقين.
تيك توك تحت المجهر مجددًا
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها تيك توك لانتقادات بسبب انتشار محتويات خطيرة. فقد سبق أن ظهر تحدي "بينادريل"، الذي دفع المراهقين إلى تناول جرعات زائدة من مضادات الحساسية، و"تحدي الإغماء"، الذي حثّ الشباب على حبس أنفاسهم حتى فقدان الوعي، ما أدى إلى حوادث مأساوية مشابهة.
ورغم محاولات تيك توك لمراقبة المحتوى وحذف الفيديوهات التي تروّج لهذه التحديات، إلا أن سرعة انتشارها تظل مصدر قلق كبير. فالخوارزميات التي تعتمدها المنصة تروّج للمحتويات المثيرة للجدل بهدف تحقيق تفاعل واسع، حتى لو كان ذلك على حساب حياة المستخدمين.
الحاجة إلى وعي أكبر ومسؤولية جماعية
في ظل تكرار مثل هذه الحوادث، يؤكد الخبراء أهمية دور العائلات في مراقبة المحتوى الذي يتابعه الأطفال على الإنترنت وتوعيتهم بمخاطر التجارب العشوائية مع الأدوية. كما تتزايد المطالب بفرض رقابة أكثر صرامة على المنصات الرقمية، إلى جانب تعزيز التوعية الرقمية لدى الشباب لمساعدتهم على التمييز بين المحتوى الآمن والخطير.
لا شك أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، بدءًا من الأسر والمدارس وصولًا إلى الشركات التكنولوجية والجهات التنظيمية. فغياب الوعي والإجراءات الوقائية سيجعل هذه التحديات الخطيرة تستمر في حصد المزيد من الضحايا، ما يستدعي تحركًا فوريًا وحازمًا لحماية الأجيال الشابة من المخاطر الرقمية المتزايدة.