فبعد الهجوم الواسع الذي تعرّضت له شيرين بسبب أدائها الذي وُصف بـ"الضعيف" و"غير المباشر" عبر تقنية "البلاي باك"، خرجت الفنانة عن صمتها عبر بيان لمحاميها ياسر قنطوش، الذي أكد أن موكلته تواجه "حملة ممنهجة معروفة المصدر"، تسعى إلى النيل من نجاحها وسمعتها الفنية، وأنها بصدد مباشرة إجراءات قانونية ضد كل من "تجاوز حدود النقد المشروع إلى التشهير والإساءة الشخصية". خطوة تنذر بفتح جبهة قضائية ضد الأصوات التي تجاوزت الخطوط الحمراء في تعاطيها مع الجدل.
وفي خضم هذا التوتر، جاءت تصريحات الممثلة المصرية غادة عبد الرازق لتضيف ناراً على نار. فبدل الاكتفاء بدعم شيرين بشكل فني أو إنساني، أثارت جدلاً حاداً بعد أن اتهمت بشكل غير مباشر الجمهور المغربي بالتحامل على زميلتها، وكتبت في تدوينة على "إنستغرام": "مليون سلامة حبيبتي ونورتي المهرجان.. القافلة تسير". وهي عبارة رآها كثيرون استخفافاً بمشاعر الجمهور المغربي وانتقاصاً من موقفه كمُتلقٍ من حقه إبداء رأيه.
ردّ الفعل لم يتأخر، حيث خرج الإعلامي المغربي رشيد الإدريسي عن تحفظه المعهود، وهاجم عبد الرازق بشدة، واصفًا ما قالته بأنه "قلة احترام"، متهماً إياها بعدم الوعي بحجم الأزمة التي تمر منها شيرين، وطالبها بمرافقتها نحو العلاج بدلاً من الدفاع عن سلوكها فوق خشبة المسرح. الإدريسي لم يخفِ تعاطفه مع شيرين، لكنه أصر في الآن ذاته على أن الحب لا يعني تبرير الانهيار، قائلاً: "شيرين أصبحت فاقدة للأهلية، ويجب إدخالها لمصحة لعلاجها".
ويعكس هذا التباين في الردود حجم الانقسام حول الطريقة المثلى لمساندة الفنانين في الأزمات، حيث يرى البعض أن الواجب هو النقد البناء والدعوة إلى العلاج والدعم، فيما يرى آخرون أن التضامن المطلق هو السبيل الوحيد لحماية الفنان من الانهيار التام. بين هذا وذاك، تبقى شيرين في قلب العاصفة، لا بسبب حفل واحد، بل نتيجة تراكمات سابقة جعلت من أي زلة محتملة عنوانًا لانفجار كبير.
أما على المستوى القانوني، فإن تلويح محامي شيرين بالدعاوى القضائية يفتح النقاش حول حدود النقد في زمن الرقمنة، وما إذا كان اللجوء إلى المحاكم سيشكل رادعًا للتنمر الفني أم قيدًا على حرية التعبير. في حين يعتقد البعض أن هذه الإجراءات ستحفظ للفنان كرامته، يرى آخرون أن الساحة الفنية يجب أن تظل فضاءً مفتوحًا للتقييم والنقاش دون تهديد بالملاحقة القضائية.