صيغة تصنع المخرجات… لا الخطابات
					 منذ الدقائق الأولى، بدا أن المطلوب ليس «ندوة جديدة»، بل ورشة إنتاج. استقبالٌ منظم، تقسيمٌ إلى مجموعات، ثم «كسْرُ الجليد» لفتح القاعات على نقاش صريح وسريع. جرى عرض نتائج مشاورة وطنية حول العقد الاجتماعي مع الشباب لتكون الأرضية بياناتٍ لا انطباعات. بعد ذلك انطلقت تقنية 1–2–10–الجميع: فكرةٌ فردية تتحوّل إلى ثنائية، ثم إلى خلايا، فإلى قاعة كاملة. كل جولة تنتهي بملفّات أولويات واضحة تُرتَّب مباشرةً عبر التصويت الفوري (Mentimeter)، بحيث يرى الجميع، وفي اللحظة نفسها، الخريطة الحقيقية لما يريده الشباب. 
   
بعد الظهر، توزّعت الورش القطاعية: تعليم، تشغيل، ريادة، عدالة مجالية… إلخ. قاعدة العمل بسيطة وصارمة: ثلاث أولويات فقط لكل ورشة؛ قليلٌ قابلٌ للحياة أفضل من كثيرٍ بلا أثر. مساءً، تحوّل المكان إلى «مقهى سياسات» مفتوح: نقاش بلا منابر ولا بروتوكول ثقيل بين الشباب والوزراء المعنيين، حيث تُختبر الحجج وتُصقل المقترحات.
   
منهج وروح: وضوحٌ، اقتصادٌ في الوقت، واسترجاعٌ دقيق
   
قيمة التجربة ليست في «حماسة القاعة» بل في سلسلةٍ من أربع حلقات: مشاورة → تشاركٌ في ترتيب الأولويات → مفاضلةٌ معلنة → التزامٌ موثَّق. التصويت اللحظي يضع الجميع أمام المعلومات نفسها؛ التلخيص القسري في الورش يجرّ المقترحات من الشعار إلى صيغة قابلة للتطبيق؛ والجلسة الختامية تنظّم الحصيلة وفق نتائج التصويت قبل إعلان ميثاق الشباب على المنصّة. بهذه البساطة: من يتعهّد اليوم، سيُسأل غداً.
   
استراحةٌ ضرورية: فن، لعب، وبناء ثقة
   
بين كتلةٍ وأخرى من العمل، هناك «أوكسيجين»: لحظات موسيقية عفوية، مسابقة معرفية، تمارين مسرح ارتجالي لتعزيز الثقة (الصوت، الوقفة، الإلقاء)، نشاطٌ بدني خفيف، ولعبة Agree/Disagree Spectrum لصقل الجدل الهادئ، وحتى ركنٌ صغير للألعاب. الرسالة الضمنية واضحة: الأفكار تسري أفضل حين تتنفّس القاعات ويتعارف الناس.
   
انفتاحٌ مقصود… وجمهورٌ أوسع
   
البرنامج بُثّ مباشرةً على المنصّات المعلَن عنها، ليس بحثاً عن «الترند» بل لتوسيع دائرة المشاركة وإتاحة التفاعل لمن لم يحضر. الانضباط اللوجستي ظهر في أدقّ التفاصيل: لوائح المجموعات معلّقة منذ الصباح، قواعد العمل مختصرة ومفهومة، والجدول الزمني صارم بقدر ما هو رحيم بالانتباه. بهذا الانضباط يصبح ممكناً إنتاج ما يتجاوز «التقاط الصور».
   
الدرس الأهم بعد الحدث
   
القيمة الحقيقية لهذا النموذج لن تُقاس بعدد المشاهدات ولا بحرارة الشعارات، بل بمدى تثبيت سلسلة التنفيذ في الأشهر المقبلة: نشر الأولويات الموحَّدة للرأي العام، ترجمتها إلى خطط عمل زمنية، تحديد مؤشرات قياس قابلة للنشر، وتعيين مواعيد معلنة للمساءلة. الجميل أنّ «القواعد النحوية» للتنفيذ وُضعت (أدوات، إيقاع، شفافية). التحدّي الآن: صيانة الآلة حتى لا يتحوّل «الميثاق» إلى ملف PDF على رفٍّ رقمي.
   
في سطور
   
المكان: المركز الدولي مولاي رشيد – بوزنيقة.
اللغة: نسختان عربية/إنجليزية للبرنامج.
المحطات: عرض نتائج المشاورة؛ ورش موضوعية (7 مجموعات)؛ تصويت لحظي؛ «مقهى سياسات» مع أعضاء الحكومة؛ جلسة ختامية لإعلان ميثاق الشباب.
الجوهر: إشراكٌ منضبط يحوّل المشاركة إلى تفويضٍ مُعلن، والوعود إلى مسؤولية قابلة للقياس.
الخلاصة: نحن أمام صيغةٍ حديثةٍ وجادّة تُراهن على صناعة القرار مع الشباب لا بالنيابة عنهم. الكرة انتقلت الآن من «حسن التصميم» إلى صرامة التنفيذ.
			 بعد الظهر، توزّعت الورش القطاعية: تعليم، تشغيل، ريادة، عدالة مجالية… إلخ. قاعدة العمل بسيطة وصارمة: ثلاث أولويات فقط لكل ورشة؛ قليلٌ قابلٌ للحياة أفضل من كثيرٍ بلا أثر. مساءً، تحوّل المكان إلى «مقهى سياسات» مفتوح: نقاش بلا منابر ولا بروتوكول ثقيل بين الشباب والوزراء المعنيين، حيث تُختبر الحجج وتُصقل المقترحات.
منهج وروح: وضوحٌ، اقتصادٌ في الوقت، واسترجاعٌ دقيق
قيمة التجربة ليست في «حماسة القاعة» بل في سلسلةٍ من أربع حلقات: مشاورة → تشاركٌ في ترتيب الأولويات → مفاضلةٌ معلنة → التزامٌ موثَّق. التصويت اللحظي يضع الجميع أمام المعلومات نفسها؛ التلخيص القسري في الورش يجرّ المقترحات من الشعار إلى صيغة قابلة للتطبيق؛ والجلسة الختامية تنظّم الحصيلة وفق نتائج التصويت قبل إعلان ميثاق الشباب على المنصّة. بهذه البساطة: من يتعهّد اليوم، سيُسأل غداً.
استراحةٌ ضرورية: فن، لعب، وبناء ثقة
بين كتلةٍ وأخرى من العمل، هناك «أوكسيجين»: لحظات موسيقية عفوية، مسابقة معرفية، تمارين مسرح ارتجالي لتعزيز الثقة (الصوت، الوقفة، الإلقاء)، نشاطٌ بدني خفيف، ولعبة Agree/Disagree Spectrum لصقل الجدل الهادئ، وحتى ركنٌ صغير للألعاب. الرسالة الضمنية واضحة: الأفكار تسري أفضل حين تتنفّس القاعات ويتعارف الناس.
انفتاحٌ مقصود… وجمهورٌ أوسع
البرنامج بُثّ مباشرةً على المنصّات المعلَن عنها، ليس بحثاً عن «الترند» بل لتوسيع دائرة المشاركة وإتاحة التفاعل لمن لم يحضر. الانضباط اللوجستي ظهر في أدقّ التفاصيل: لوائح المجموعات معلّقة منذ الصباح، قواعد العمل مختصرة ومفهومة، والجدول الزمني صارم بقدر ما هو رحيم بالانتباه. بهذا الانضباط يصبح ممكناً إنتاج ما يتجاوز «التقاط الصور».
الدرس الأهم بعد الحدث
- تشبيكٌ مُؤدلج بالأدوات: استعمال منهجيات مجرّبة (1–2–10–الجميع، تصويت لحظي) يقلّل المسافة بين القول والفعل.
- ترتيب أولويات بلا ترف: ثلاث قضايا لكل ورشة تعني قدرةً على المتابعة والتقييم بدل «قائمة أماني».
- قابلية للتدقيق العام: «ميثاق الشباب» ليس خطاب ختام؛ هو وثيقة مرجعية تُقاس عليها الخطوات اللاحقة.
- ثقافة «ننجز معاً»: عناصر الترفيه لم تكن زينة؛ كانت أداةً لبناء الثقة وإخراج الخجولين من مقاعد الصمت.
القيمة الحقيقية لهذا النموذج لن تُقاس بعدد المشاهدات ولا بحرارة الشعارات، بل بمدى تثبيت سلسلة التنفيذ في الأشهر المقبلة: نشر الأولويات الموحَّدة للرأي العام، ترجمتها إلى خطط عمل زمنية، تحديد مؤشرات قياس قابلة للنشر، وتعيين مواعيد معلنة للمساءلة. الجميل أنّ «القواعد النحوية» للتنفيذ وُضعت (أدوات، إيقاع، شفافية). التحدّي الآن: صيانة الآلة حتى لا يتحوّل «الميثاق» إلى ملف PDF على رفٍّ رقمي.
في سطور
المكان: المركز الدولي مولاي رشيد – بوزنيقة.
اللغة: نسختان عربية/إنجليزية للبرنامج.
المحطات: عرض نتائج المشاورة؛ ورش موضوعية (7 مجموعات)؛ تصويت لحظي؛ «مقهى سياسات» مع أعضاء الحكومة؛ جلسة ختامية لإعلان ميثاق الشباب.
الجوهر: إشراكٌ منضبط يحوّل المشاركة إلى تفويضٍ مُعلن، والوعود إلى مسؤولية قابلة للقياس.
الخلاصة: نحن أمام صيغةٍ حديثةٍ وجادّة تُراهن على صناعة القرار مع الشباب لا بالنيابة عنهم. الكرة انتقلت الآن من «حسن التصميم» إلى صرامة التنفيذ.
 الرئيسية
  الرئيسية












 











 
                 
  
					  
					  
					  
					  
					  
					  
					  
					  
		  
					  
					  
					 

 
					  
					  
					  
							  
 
 
 





































