الدورة الجديدة ستعرف مشاركة مخرجين ومبدعين من مختلف الدول العربية، حيث ستنطلق المنافسة الرسمية ضمن مسابقتين رئيسيتين: واحدة مخصصة للأفلام الطويلة وأخرى للأفلام القصيرة، وتشمل كلتاهما صنفي الروائي والوثائقي، في إشارة إلى رغبة المنظمين في الإبقاء على مساحة واسعة أمام تنوع أشكال التعبير السينمائي العربي.
واختير المخرج والمنتج المغربي نبيل عيوش لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، وهو اسم لامع في السينما المغربية والدولية، ومعروف بخياراته الجريئة ومقاربته للمواضيع الاجتماعية الشائكة. وسيشاركه في مهمة تقييم الأفلام نخبة من السينمائيين العرب، من بينهم الممثلة المغربية نسرين الراضي، والمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، إلى جانب الممثل المصري باسم سمرة، والناقدة التونسية هندة حوالة.
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فقد أوكلت رئاستها إلى المخرج المغربي هشام العسري، الذي يُعد أحد أبرز الأصوات السينمائية التجريبية بالمغرب، حيث تميزت أعماله بأسلوبها الخاص وانفتاحها على أشكال سرد غير تقليدية. ويشاركه في اللجنة كل من الممثلة المصرية شيري عادل، والمخرجة الأردنية دارين سلام، التي برز اسمها في فضاء السينما المستقلة العربية.
ويستمر مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي في أداء دوره الثقافي، من خلال إتاحته فضاءً لتلاقي الرؤى الفنية وتبادل التجارب السينمائية، وهو ما جعله يستقطب على مدى دوراته الماضية أسماء كبيرة في عالم السينما العربية، مثل الممثل أيمن زيدان، والفنان حسين فهمي، والمخرج خيري بشارة، والمخرج التونسي الراحل رضا باهي، ما يعكس سعيه الدائم للجمع بين الأجيال المختلفة في عالم الفن السابع.
وفي ظل الاهتمام المتزايد بالمهرجانات الفنية كرافعة للثقافة والانفتاح، تعكس الدورة الحالية من مهرجان الدار البيضاء رغبة واضحة في دعم السينما العربية وتكريسها كأداة للتعبير الحر والنقاش الجمالي، وذلك عبر اختيار لجان تحكيم رفيعة المستوى، وبرمجة غنية تحتفي بتنوع التجارب السينمائية في العالم العربي