وبينما تُعد درجات الحرارة فوق المعدلات الموسمية أمرًا مألوفًا في هذه الفترة من السنة، فإن تكرار هذه الموجات في مدد قصيرة وبقوتها المتصاعدة، يسلّط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، ويفرض تحديات جديدة على السلطات المحلية والجهات المختصة بمجال تدبير الأزمات البيئية والصحية.
وفي هذا السياق، توصي وزارة الصحة المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة، خصوصًا الفئات الهشة كالأطفال والمسنين والعمال في الفضاءات المكشوفة، من خلال تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وشرب كميات كافية من الماء، وعدم ممارسة مجهود بدني خلال فترات الذروة.
كما تتطلب هذه الموجة يقظة مضاعفة من الفلاحين والمهنيين في قطاعات تعتمد بشكل مباشر على استقرار المناخ، إذ يمكن لارتفاع الحرارة أن يتسبب في تلف محاصيل أو ارتفاع نسبة الحرائق في الغابات والأحراش، وهو ما يشكل تهديدًا بيئيًا واقتصاديًا ملموسًا.
وإلى حين انحسار هذه الموجة الحارة، يبقى التحدي الأكبر هو توجيه الجهود نحو تعزيز التوعية بمخاطر الحرارة المرتفعة، وتطوير آليات الإنذار المبكر، في وقت يبدو فيه أن الطقس في المغرب، كما في باقي أنحاء العالم، لم يعد خاضعًا للتوقعات التقليدية