مندوبية التخطيط : تراجع الفقر المدقع بالقرى والمجال الحضري يواجه هشاشة القدرة الشرائية

وتناول التقرير التحليلي للمندوبية، الموسوم بـ"مكافحة الفقر وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، التنمية البشرية والمساواة بين الجنسين في المغرب: الإنجازات والتحديات"، مسار محاربة الفقر منذ بداية القرن الحادي والعشرين. وأظهرت البيانات أن الفقر المطلق في المدن انخفض من 7.6% عام 2001 إلى 0.5% عام 2019، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 2.2% عام 2022. وفي المقابل، شهدت القرى انخفاضًا من 25.1% عام 2001 إلى 3.9% عام 2019، ثم ارتفع إلى 6.9% عام 2022، مما يشير إلى تركز الهيكلية الفقرية في المناطق القروية مع تصاعد ملموس للفقر في الحضر خلال السنوات الأخيرة.
 

وبحسب المذكرة، زاد العدد الإجمالي للفقراء بين عامي 2019 و2022 من 623 ألفًا إلى 1.42 مليون شخص، بمعدل نمو سنوي متوسط 33.7%. وقد كانت الزيادة الأكبر في المدن، حيث ارتفع عدد الفقراء من 109 آلاف إلى 512 ألفًا بمعدل نمو سنوي 72.5%، بينما شهدت القرى زيادة أقل، من 513 ألف إلى 906 آلاف، بمعدل سنوي 22.2%. نتيجة لذلك، انخفضت نسبة القرويين ضمن إجمالي الفقراء من 82.5% عام 2019 إلى 63.4% عام 2022، مع تحول واضح نحو زيادة الفقر الحضري.
 

كما أظهرت المندوبية ارتفاع عدد الأشخاص في وضعية هشاشة من 2.6 مليون في 2019 إلى 4.75 ملايين في 2022، بمتوسط زيادة سنوي 23.6%. وتركز هذا النمو في المدن، إذ ارتفع عدد الفئات الضعيفة من 1.03 مليون إلى 2.24 مليون، مقارنة بزيادة أقل في القرى من 1.57 مليون إلى 2.51 مليون. ويعكس هذا التحول تحول التركيز الجغرافي للهشاشة من الريف إلى الحضر، مع استمرار تمركز الفقر الهيكلي في المناطق القروية.
 

وتؤكد هذه المعطيات أن محاربة الفقر المدقع حققت تقدماً طويل الأمد بين 2001 و2019، رغم الزيادة الملحوظة في الفقر الحضري بين 2019 و2022. كما تشير النتائج إلى أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية تحتاج إلى مراعاة الاختلافات الجغرافية لضمان استجابة فعالة للتحديات المتجددة في كل من الوسط الحضري والقروي