مفارقة النص القرآني والتحولات الحضارية في العالم الإسلامي
القرآن الكريم أولى أهمية قصوى لفعل القراءة والتفكر، وربط بين العلم والإيمان، داعياً إلى البحث في آيات الكون والإنسان. ومع ذلك، ساد نمط ثقافي ركز على المشافهة وحفظ النصوص، وخاصة القرآن الكريم، أكثر من التركيز على بناء منظومات تعليمية واسعة تضمن نشر مهارات القراءة والكتابة بين عامة الناس. فكان العلماء والفقهاء يتمتعون بمكانة رفيعة، لكن الغالبية العظمى من المسلمين ظلت تعيش على التلقي الشفوي دون مشاركة فعلية في الإنتاج المعرفي المكتوب.
هذا التناقض بين خطاب الوحي وواقع الأمية ساهم في الحد من انخراط المجتمعات الإسلامية في مسارات التطور العلمي والحضاري بالمقارنة مع أمم أخرى. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الحضارة الإسلامية أنجبت علماء بارزين في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة، غير أن تأثير هؤلاء ظل محدوداً بالطبقات المتعلمة، في حين بقيت الشرائح الشعبية بعيدة عن فضاء الكتابة والقراءة.
في عصرنا الحالي، ما تزال معدلات الأمية في عدد من الدول الإسلامية مرتفعة، وهو ما يجعل سؤال "اقرأ" أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. إذ لم يعد الأمر مرتبطاً فقط بالقدرة على القراءة والكتابة، بل بامتلاك مهارات البحث والتحليل والنقد في عالم يقوم على المعرفة الرقمية والتكنولوجيا الحديثة.
إن الدعوة القرآنية الخالدة "اقرأ" تمثل مشروعاً مفتوحاً لم يكتمل بعد، ومسؤولية استكماله تقع على عاتق المجتمعات الإسلامية اليوم، من خلال سياسات تعليمية جريئة، واستثمارات في البحث العلمي، وتشجيع ثقافة القراءة باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من دوائر التكرار والجمود، نحو فضاءات الإبداع والإنتاج الحضاري.
بقلم هند الدبالي
هذا التناقض بين خطاب الوحي وواقع الأمية ساهم في الحد من انخراط المجتمعات الإسلامية في مسارات التطور العلمي والحضاري بالمقارنة مع أمم أخرى. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الحضارة الإسلامية أنجبت علماء بارزين في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة، غير أن تأثير هؤلاء ظل محدوداً بالطبقات المتعلمة، في حين بقيت الشرائح الشعبية بعيدة عن فضاء الكتابة والقراءة.
في عصرنا الحالي، ما تزال معدلات الأمية في عدد من الدول الإسلامية مرتفعة، وهو ما يجعل سؤال "اقرأ" أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. إذ لم يعد الأمر مرتبطاً فقط بالقدرة على القراءة والكتابة، بل بامتلاك مهارات البحث والتحليل والنقد في عالم يقوم على المعرفة الرقمية والتكنولوجيا الحديثة.
إن الدعوة القرآنية الخالدة "اقرأ" تمثل مشروعاً مفتوحاً لم يكتمل بعد، ومسؤولية استكماله تقع على عاتق المجتمعات الإسلامية اليوم، من خلال سياسات تعليمية جريئة، واستثمارات في البحث العلمي، وتشجيع ثقافة القراءة باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من دوائر التكرار والجمود، نحو فضاءات الإبداع والإنتاج الحضاري.
بقلم هند الدبالي