انتظار مرير وخصاص يهدد أرواح المرضى
مشاهد المرضى وهم ينتظرون ساعات طويلة على مقاعد متهالكة، وسط ممرات مكتظة وروائح كريهة، تحولت إلى صورة مألوفة في المستشفى. كثيرون يُجبرون على مغادرة أسوار المؤسسة للبحث عن مستلزمات بسيطة من الصيدليات القريبة، كأقنعة مرضى الربو أو الحقن الأساسية، رغم خطورة وضعهم الصحي.
مصادر نقابية كشفت أن "غياب التجهيزات الطبية أصبح واقعا يومياً يضاعف معاناة الأطباء والممرضين"، مؤكدة أن الأطر الصحية تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع غضب المرتفقين، بينما السبب الحقيقي يرتبط بنقص الموارد البشرية والمالية وضعف التدبير الإداري.
وتزيد الفوضى الإدارية من حدة الأزمة، حيث يغيب أي نظام واضح لترتيب استقبال الحالات الحرجة، مما يجعل الانتظار لساعات طويلة أمراً شبه حتمي حتى في الحالات المستعجلة. وفي غياب آليات التعقيم والنظافة، يتحول القسم إلى بيئة غير صحية تهدد حياة الأطفال وكبار السن بالعدوى والمضاعفات.
الغضب الشعبي تجاه الوضع لم يأت من فراغ؛ فقد وثقت مقاطع فيديو معاناة مواطنين جلسوا لساعات دون تلقي أي رعاية، في ظل غياب شبه تام للأطباء والمعدات الأساسية، بل إن بعض المرضى تحدثوا عن تحكم حراس الأمن الخاص في مسار استقبالهم، وكأنهم يملكون سلطة تقرير مصير المرضى.
الأزمة تفاقمت أكثر بعدما انسحب فجأة فريق طبي متخصص في جراحة العظام والمفاصل دون إشعار مسبق، وهو ما اعتبرته النقابة المحلية "خطوة غير مسؤولة" أوقعت المستشفى في ارتباك كبير وحَرَمت المرضى من العمليات المبرمجة والمستعجلة.
النقابة حملت المسؤولية أيضاً إلى المجموعات الصحية الترابية بجهة الرباط، التي فشلت في أول اختبار عملي بعد توقيع اتفاقية شراكة كان يُفترض أن تضمن انتقالاً سلساً للأطر الطبية بين المؤسسات لسد الخصاص.
ووسط هذا الواقع القاتم، يظل السؤال الكبير مطروحاً: إلى متى سيبقى قسم المستعجلات بسلا غارقاً في الفوضى، فيما ينتظر المرضى أبسط مقومات العلاج، وحقهم في الكرامة والصحة؟
بقلم هند الدبالي
مصادر نقابية كشفت أن "غياب التجهيزات الطبية أصبح واقعا يومياً يضاعف معاناة الأطباء والممرضين"، مؤكدة أن الأطر الصحية تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع غضب المرتفقين، بينما السبب الحقيقي يرتبط بنقص الموارد البشرية والمالية وضعف التدبير الإداري.
وتزيد الفوضى الإدارية من حدة الأزمة، حيث يغيب أي نظام واضح لترتيب استقبال الحالات الحرجة، مما يجعل الانتظار لساعات طويلة أمراً شبه حتمي حتى في الحالات المستعجلة. وفي غياب آليات التعقيم والنظافة، يتحول القسم إلى بيئة غير صحية تهدد حياة الأطفال وكبار السن بالعدوى والمضاعفات.
الغضب الشعبي تجاه الوضع لم يأت من فراغ؛ فقد وثقت مقاطع فيديو معاناة مواطنين جلسوا لساعات دون تلقي أي رعاية، في ظل غياب شبه تام للأطباء والمعدات الأساسية، بل إن بعض المرضى تحدثوا عن تحكم حراس الأمن الخاص في مسار استقبالهم، وكأنهم يملكون سلطة تقرير مصير المرضى.
الأزمة تفاقمت أكثر بعدما انسحب فجأة فريق طبي متخصص في جراحة العظام والمفاصل دون إشعار مسبق، وهو ما اعتبرته النقابة المحلية "خطوة غير مسؤولة" أوقعت المستشفى في ارتباك كبير وحَرَمت المرضى من العمليات المبرمجة والمستعجلة.
النقابة حملت المسؤولية أيضاً إلى المجموعات الصحية الترابية بجهة الرباط، التي فشلت في أول اختبار عملي بعد توقيع اتفاقية شراكة كان يُفترض أن تضمن انتقالاً سلساً للأطر الطبية بين المؤسسات لسد الخصاص.
ووسط هذا الواقع القاتم، يظل السؤال الكبير مطروحاً: إلى متى سيبقى قسم المستعجلات بسلا غارقاً في الفوضى، فيما ينتظر المرضى أبسط مقومات العلاج، وحقهم في الكرامة والصحة؟