حياتنا

مخاوف من تصاعد الغش التجاري في الفضاءات العامة مع اقتراب كأس العالم 2030


يتطلع المغرب إلى استضافة كأس العالم 2030، وبين هذا الطموح الكبير والتحديات اليومية التي يواجهها المواطن المغربي، يطرح سؤال حقيقي نفسه: هل سيكون هذا الحدث العالمي رافعة لتحسين السلوك المدني، أم أننا سنضيع فرصة تاريخية ثمينة؟



وفقًا لدراسة أجراها المركز المغربي للمواطنة، لا يتجاوز عدد المتفائلين بتأثير إيجابي للمونديال على السلوك المدني نسبة 22.7%. في المقابل، يرى 32.9% أن الحدث لن يُحدث أي تغيير ملموس، بينما يخشى 7.7% أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي.
 

تُبرز هذه الأرقام وجود شكوك حقيقية بين المغاربة، الذين يخشون أن يتحول الحدث إلى مناسبة للربح السريع على حساب جودة الحياة اليومية. فقد عبّر 84.8% منهم عن قلقهم من انتشار الغش التجاري وارتفاع الأسعار، و81.7% يخشون تفاقم مشكلة الأوساخ في الشوارع، بينما أشار 77% إلى ظاهرة التسول حول الملاعب، و73.6% انتقدوا ضعف البنية التحتية مثل نقص المراحيض والمرافق العامة، فيما عبر 69.6% عن تخوفهم من التحرش بالسياح خلال فترة المونديال.
 

الرهان إذن ليس رياضيًا فحسب، بل يمتد ليشمل التأثير على صورة المغرب داخليًا وخارجيًا، وعلى سلوك مواطنيه وزواره على حد سواء. لن يُجدي نفعًا التجميل المؤقت للمدن خلال فترة البطولة إذا كان المجتمع يعاني من تدهور في القيم والسلوك اليومي.
 

فهل ستُستثمر هذه الفرصة التاريخية في تربية جديدة على المواطنة والانضباط؟ هل سترافق التحضيرات لحفل المونديال حملات توعية ذكية تعبّر عن روح الانتماء والمسؤولية؟ أم سيقتصر الأمر على شعارات وواجهات مزيفة دون معالجة المشاكل الأساسية؟
 

العالم سيحتشد في المغرب عام 2030، والسؤال هو: بأي وجه سيُقابل؟ هل سيكون الوجه تعبيرًا عن كرم الضيافة فقط، أم سيمتزج مع انضباط حضاري يليق ببلد يطمح إلى المستقبل بثقة ومسؤولية؟


كأس العالم 2030، المغرب، استضافة، سلوك مدني، المونديال، تحسيس، تسول، غش تجاري، ارتفاع الأسعار، البنية التحتية


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 6 يونيو 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic