حياتنا

"مافيا التأشيرات": تحقيقات موسعة تكشف شبكات التزوير والاحتيال على نظام "شنغن"


في خطوة غير مسبوقة، شرعت مجموعة من القنصليات والسفارات الأوروبية في إعادة فتح ملفات قديمة تتعلق بطلبات الحصول على تأشيرات سياحية، وذلك في إطار تحقيقات معمقة حول ما بات يُعرف إعلامياً بـ"مافيا التأشيرات". وتأتي هذه التحركات بعد اكتشاف وثائق مشبوهة استُخدمت للحصول على تأشيرات دخول لدول الاتحاد الأوروبي، مما أثار جدلاً واسعاً حول شبكات الاحتيال التي تستغل النظام الأوروبي للتأشيرات.



وثائق مزورة و"كيانات ورقية"
كشفت التحقيقات الأولية عن وجود عدد من الطلبات التي تضمنت وثائق تُنسب إلى مؤسسات تجارية ومهنية تبين لاحقاً أنها غير موجودة فعلياً، وإنما مجرد "كيانات ورقية" أُنشئت خصيصاً بغرض التزوير والاحتيال. وتشمل هذه الوثائق سجلات تجارية وعقود عمل ورخص مهنية مزورة، مما أثار شكوكا قوية بشأن شرعية المعطيات المقدمة ضمن طلبات الحصول على تأشيرات "شنغن".

وقد أظهرت التحريات أن هذه الشبكات تعتمد على إنشاء هياكل وهمية لتقديم طلبات التأشيرات، مستغلة ضعف الرقابة على بعض الوثائق المقدمة، وهو ما دفع القنصليات الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتحليل الملفات المشبوهة.

تورط منتخبين ومسؤولين جماعيين
لم تقف خيوط التحقيق عند المؤسسات الوهمية فقط، بل امتدت لتشمل منتخبين ومسؤولين جماعيين يُشتبه في تسهيلهم إجراءات إدارية وقانونية لهذه الكيانات المزورة. وكشفت يومية "الصباح" المغربية أن التحقيقات تركز حالياً على محيط موظفين في مؤسسات عمومية يُعتقد أنهم إما غضوا الطرف عن التزوير أو ساهموا في تمرير ملفات غير قانونية.

وتعمل السلطات الأوروبية بالتنسيق مع نظيراتها المغربية على تتبع مسار الوثائق المشبوهة داخل الإدارات والمؤسسات، في محاولة لفهم طريقة عمل هذه الشبكات وتحديد المسؤوليات. ويتوقع أن تشمل التحقيقات تحليلاً دقيقاً للوثائق وتتبعاً لسلسلة الإجراءات التي مرت بها، بهدف الوصول إلى المتورطين الرئيسيين.

شراكة قضائية لتفكيك الشبكات
في إطار التعاون الدولي، تسعى القنصليات الأوروبية إلى إحالة الملفات المشبوهة على السلطات الأمنية والقضائية المختصة، سواء داخل بلدانها أو في المغرب. وتهدف هذه الشراكة القضائية إلى تفكيك الشبكات المتورطة في تزوير الوثائق واستغلالها للاحتيال على نظام التأشيرات الأوروبي.

وتأتي هذه الجهود في وقت تتزايد فيه المطالب باتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. وتشير التوقعات إلى احتمال اتخاذ قرارات حاسمة، تشمل متابعة قانونية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة داخل الأوساط السياسية والاقتصادية بالمغرب.

تداعيات محتملة
من المتوقع أن تُحدث هذه التحقيقات هزة قوية داخل الأوساط السياسية والاقتصادية، خاصة إذا ما ثبت تورط مسؤولين أو منتخبين في تسهيل هذه العمليات. كما قد تؤدي الإجراءات الجديدة إلى تشديد شروط الحصول على التأشيرات، مما قد يؤثر على حركة السفر بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: كيف يمكن تعزيز الرقابة على الوثائق المقدمة للحصول على التأشيرات، وضمان عدم استغلال النظام الأوروبي من قبل شبكات التزوير؟

وتعكس قضية "مافيا التأشيرات" حجم التحديات التي تواجه أنظمة الهجرة والتأشيرات في العالم اليوم. ومع استمرار التحقيقات، يبقى الهدف الرئيسي هو تفكيك هذه الشبكات وضمان احترام القوانين الدولية، بما يعزز ثقة المواطنين في المؤسسات ويضمن سلامة الإجراءات القانونية والإدارية.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 22 ماي 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic