آخر الأخبار

لفتيت : أزمة النفايات بالمغرب تتطلب تحوّلًا بيئيًا وهيكليًا شاملاً


كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن معطيات مقلقة بشأن طبيعة النفايات المنزلية في المغرب، موضحًا أن هذه الأخيرة، خصوصًا في المناطق الحضرية، تتسم بنسبة رطوبة مرتفعة تصل إلى 70 في المائة، إلى جانب احتوائها على نسبة عالية من المواد العضوية تقدر بـ60 في المائة، وهو ما يعرقل بشكل كبير جهود التثمين والمعالجة.



وأبرز لفتيت أن المواد القابلة للتدوير، مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن، لا تمثل سوى 40 في المائة من مجمل النفايات، ما يصعّب إنشاء منظومة فعالة لمعالجة النفايات بالمطارح، في وقت لا تتعدى فيه نسبة الفرز والتثمين على الصعيد الوطني 7 في المائة، وهو معدل ضعيف مقارنة بالأهداف البيئية التي يسعى المغرب لتحقيقها
 

ورغم أن المواد القابلة لإعادة التدوير تشكل 40% من الكتلة الإجمالية للنفايات، فإن نسبة الفرز والتثمين على الصعيد الوطني لا تتجاوز 7%، ما يكشف عن اختلال مزدوج: ضعف في أنظمة الفرز من المصدر، وهشاشة في سلاسل التدوير والتثمين. وهو ما يحيل إلى غياب وعي مجتمعي بيئي كافٍ، وإلى محدودية أدوات التقنين والتحفيز الاقتصادي، خصوصًا في ظل هيمنة القطاع غير المهيكل على أنشطة جمع النفايات القابلة لإعادة الاستعمال.
 

استجابةً لهذا الوضع، أطلقت وزارة الداخلية برنامجًا وطنيًا جديدًا لتثمين النفايات (PNVDM) للفترة 2023-2034، برؤية استشرافية تروم تجاوز منطق الطمر نحو تثمين بيئي واقتصاد دائري. ويتميز البرنامج بجوانب طموحة، من بينها تعميم خدمات الجمع والكنس بنسبة 100%، ورفع معدل التثمين إلى 25% بحلول 2034، بتكلفة إجمالية تتجاوز 21 مليار درهم، في خطوة تنطوي على رهان استراتيجي يتعلق بتحسين الأداء البيئي والحكامة المحلية.
 

غير أن الرهان على الاقتصاد الدائري، الذي يقوم على إعادة التدوير وتقليص النفايات من المصدر، لن يتحقق في غياب بنية تحتية حديثة ومحفزات استثمارية للقطاع الخاص، فضلًا عن تطوير قدرات الجماعات الترابية التي تعاني في كثير من الأحيان من ضعف التمويل وغياب التأطير التقني.
 

البرنامج يندرج ضمن تحول نوعي، يسعى لتجاوز محدودية البرنامج السابق (PNDM) الذي اعتمد منذ 2008، عبر دمج مقاربات جديدة تشمل إشراك الفاعلين المحليين، ودعم المبادرات الخضراء، وإحداث وحدات للفرز بمواصفات بيئية متقدمة. كما يراهن على إصلاح المنظومة القانونية من خلال مراجعة الإطار التشريعي، وعلى رأسه القانون 28.00.
 

لكن التحديات التي تعترض هذا التحول تظل كثيرة، أبرزها ضعف الوعي المواطن بأهمية الفرز المنزلي، واستمرار العشوائية في تدبير النفايات داخل المدن المتوسطة والقرى، إضافة إلى الحاجة لبناء شراكات تمويلية مستدامة تضمن استمرارية المشاريع المبرمجة.
 

ويُعوَّل على هذا البرنامج ليكون رافعة للتنمية المستدامة محليًا، وركيزة للوفاء بالتزامات المغرب البيئية الدولية، خاصة فيما يخص تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن المطارح، وتحسين جودة العيش في المجال الحضري، الذي يظل أكبر مولد للنفايات وأكبر متضرر من تدبيرها غير السليم


النفايات المنزلية، عبد الوافي لفتيت، وزارة الداخلية، برنامج تثمين النفايات، الاقتصاد الدائري، الفرز من المصدر


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 12 يونيو 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic