تميّز العرض بتفاعل حي وغير مسبوق من الجمهور الذي ردد كلمات الأغاني عن ظهر قلب، ما يؤكد أن طوطو لم يعد مجرّد ظاهرة فنية عابرة، بل أصبح صوتًا معبّرًا عن جيل كامل من الشباب المغربي. الأغاني التي قدّمها جمعت بين الحس الإبداعي والتقنيات الحديثة، ولامست مواضيع قريبة من الواقع اليومي، مما عزّز من ارتباط الجمهور بها.
لكن الطابع الفني لم يكن وحده الحاضر، فقد حمل الحفل لمسة إنسانية مؤثرة، حين توقفت الموسيقى لعرض صورة والدة الفنان الراحلة على الشاشة، وسط لحظة صمت خاشعة، سرعان ما تحوّلت إلى تصفيق حار تعبيرًا عن الدعم والتضامن. ولم تقف المشاعر عند هذا الحد، إذ ظهر الغراندي طوطو رفقة زوجته وطفله الرضيع على الخشبة، في مشهد عائلي نادر داخل المهرجانات الموسيقية، منح الحفل بُعدًا وجدانيًا وخصوصية فنية عالية.
بهذا الحفل، يكون الغراندي طوطو قد خطّ اسمه كفنان شاب مغربي يتألق على منصة السويسي التي عادةً ما تستضيف أسماء عالمية. نجاحه لم يأت من فراغ، بل من مسار موسيقي صاعد، يعكس نضجًا فنيًا وقدرة على التجديد، ويؤكد أن الراب المغربي لم يعد هامشيًا، بل أصبح عنصرًا أساسيًا في المشهد الفني المحلي والعربي