أخبار بلا حدود

كيف توظّف إسرائيل الخطاب الإعلامي في خدمة أهداف الحرب على غزة


منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة تمثل مرحلة استثنائية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد منذ عام 1948. ومع تزايد حدة الحرب، برز الخطاب الإعلامي الإسرائيلي بوصفه أداة استراتيجية تتجاوز دوره الإخباري التقليدي، ليصبح جزءاً من الجهد الحربي لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة الإسرائيلية.



تحليل مركز الجزيرة للدراسات كشف عن الأساليب والحجج التي يستخدمها الإعلام الإسرائيلي لإقناع الجمهور المحلي والدولي بمشروعية الحرب وأهدافها. الدراسة اعتمدت على منهج التحليل النقدي للخطاب، مع التركيز على مواد إعلامية من صحيفتي “تايمز أوف إسرائيل” و”جيروزاليم بوست”، واستندت إلى مفاهيم تحليلية تربط اللغة بالسياق الاجتماعي والسياسي والتاريخي.

يشرح الباحث فريد عبد الفتاح أبو ضهير كيف يمكن للخطاب الإعلامي أن يخلق حالة ذهنية لدى الجمهور تجعل العنف نتيجة متوقعة للخطاب، مستشهداً بمفاهيم نورمان فاركلوف حول النص الظاهر والمستتر. ويشير إلى أن الإعلام الإسرائيلي يميل إلى الهيمنة على وعي الجمهور من خلال التحيز والتحامل واستدعاء الرموز التاريخية والأيديولوجية، مثل المحرقة والحروب السابقة، لتبرير العمليات العسكرية الحالية ضد الفلسطينيين.

مع هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية، لجأت وسائل الإعلام إلى استحضار تاريخ الصراع مع اليهود، بما في ذلك أحداث 1948 و1973 والانتفاضة الثانية، لتأطير الحرب الحالية على غزة ضمن سياق أوسع من “التهديد الوجودي”. هذا الخطاب يضخم من صور الخطر على الإسرائيليين، ويبرر الإجراءات العسكرية المكثفة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين.

توظف الصحف الإسرائيلية مثل “جيروزاليم بوست” أساليب المبالغة والتهويل لتصوير أي تهديد فلسطيني على أنه مخطط شامل لتدمير الدولة الإسرائيلية، مع تقليل أو إخفاء الانتهاكات الإسرائيلية. مثال على ذلك، التقرير الذي أكد أن حماس كانت تخطط لمرحلة ثانية من هجومها على تل أبيب وديمونة، ما يضخم المخاطر ويبرر العمليات العسكرية المكثفة.

يتضح في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي نمط الاستعلاء، السعي لتقديم الحرب كضرورة استراتيجية مع السعي للتطبيع مع دول عربية، مثل السعودية، في الوقت نفسه. كما يلجأ الإعلام إلى لوم الضحية وتهويل تهديداتها، مستغلاً أي خطأ فلسطيني لتشتيت الانتباه عن الهجمات الإسرائيلية المباشرة على المدنيين.

من أبرز أساليب الإعلام الإسرائيلي الإسقاط، عبر تحميل حماس مسؤولية أي فشل في المفاوضات أو تبادل الأسرى، رغم موافقتها على عدة مقترحات لوقف إطلاق النار. الإعلام يستخدم عناوين مثل: “حماس ترفض” مقابل “وافقت إسرائيل”، ليضع الحركة في دائرة الاتهام ويبرر استمرار العمليات العسكرية.

الخطاب الإعلامي الإسرائيلي في حرب غزة يشكل امتداداً للاستراتيجية العسكرية والسياسية، حيث يستهدف تشكيل وعي الجمهور، تبرير العنف، تشويه صورة الخصم، وخلق حالة من الشرعية الدولية الوهمية للعمليات العسكرية. إن فهم هذه الآليات يساعد في قراءة الحرب الإعلامية بجانب الحرب الميدانية، وكشف دور الإعلام كأداة تبرير للصراع المستمر على حساب المدنيين.

بقلم هند الدبالي 

الإعلام الإسرائيلي – حرب غزة 2023 – الخطاب الإعلامي – التحليل النقدي للخطاب – التمثيلات الإعلامية – الهيمنة الإعلامية – الحرب النفسية – التبرير العسكري – لوم الضحية – المبالغة الإعلامية – الإسقاط الإعلامي – العداء للآخر – النزاع الفلسطيني الإسرائيلي – التلاعب بالرأي العام – حقوق المدنيين – الحصار الإعلامي – التضليل الإعلامي – تأثير الإعلام على الحرب – خطاب استعلائي – التوظيف السياسي للإعلام





الاربعاء 3 سبتمبر 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic