اقتصاديات

قرار بنك المغرب بالإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي: رؤية اقتصادية للمستقبل


قرر مجلس بنك المغرب، خلال اجتماعه الفصلي الثاني لعام 2025، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 2.25%. هذا القرار يعكس رؤية البنك تجاه استقرار الأسعار على المدى المتوسط، مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات الاقتصادية والنقدية المحلية والدولية. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أبعاد هذا القرار وأهميته الاقتصادية.



أسباب الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي
1- تطور التضخم

شهد التضخم في المغرب تباطؤًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، حيث انخفض من 2% في المتوسط خلال الفصل الأول من هذه السنة إلى 0.4% في شهر مايو. يعكس هذا الانخفاض بشكل رئيسي تراجع أسعار المواد الغذائية، خاصة اللحوم الطرية. توقعات بنك المغرب تشير إلى أن معدل التضخم سينهي سنة 2025 قريبًا من 1%، مما يعزز الثقة في استقرار الأسعار على المدى المتوسط.

2- النمو الاقتصادي
سجل الاقتصاد المغربي تسارعًا في النمو غير الفلاحي، مما يعكس ديناميكية إيجابية في القطاعات الاقتصادية المختلفة. هذا النمو يساعد في تعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

3- تثبيت التوقعات
استمرار تثبيت توقعات التضخم يعكس نجاح السياسات النقدية لبنك المغرب في تحقيق استقرار اقتصادي. خبراء القطاع المالي يتوقعون أن يصل التضخم إلى 2.3% في المتوسط خلال الفصول القادمة، مما يضع المغرب في موقع قوي اقتصاديًا.

انعكاسات القرار على الاقتصاد الوطني
1- دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة

يواصل بنك المغرب تتبع تأثير تخفيضاته السابقة لسعر الفائدة الرئيسي على شروط تمويل المقاولات الصغيرة جدًا والصغرى والمتوسطة. انخفاض أسعار الفائدة المطبقة على القروض البنكية ساهم في تحسين ظروف التمويل لهذه الفئة من المقاولات، مما يدعم نموها واستدامتها.

2- تعزيز الاستقرار المالي
الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير يعزز الاستقرار المالي ويُجنب الاقتصاد المغربي أي تقلبات غير مرغوبة، خاصة في ظل الشكوك المحيطة بالآفاق الاقتصادية العالمية.

3- دعم النشاط الاقتصادي
من خلال توفير بيئة مالية مستقرة، يسهم القرار في دعم النشاط الاقتصادي المحلي، مما يساعد على تحقيق أهداف النمو والتنمية المستدامة.

التحديات المستقبلية
رغم الإيجابيات، تبقى الآفاق الاقتصادية محاطة بشكوك قوية، منها:


التوترات الجيوسياسية: تأثير السياسات التجارية والنزاعات العالمية على الاقتصاد المغربي.
تطور العرض الفلاحي: ارتباط الاقتصاد المغربي بشكل كبير بالقطاع الفلاحي يجعل أي تغير في العرض الزراعي تحديًا كبيرًا.
التغيرات المناخية: تأثيرها على الإنتاج الزراعي وأسعار المواد الغذائية.

خطوات بنك المغرب لدعم الاقتصاد
خلال الاجتماع، ناقش مجلس بنك المغرب عدة مبادرات لدعم الاقتصاد الوطني، منها:


إطلاق برنامج جديد لدعم التمويل البنكي للمقاولات الصغيرة جدًا: يهدف هذا البرنامج إلى إعداد عرض ائتماني مناسب، تبسيط الإجراءات، وتحسين آليات الضمان.
توفير مواكبة غير مالية: دعم المقاولات الصغيرة من خلال تقديم استشارات ومتابعة تنفيذ المشاريع.

قرار بنك المغرب بالإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي عند 2.25% يعكس استراتيجية متوازنة تجمع بين دعم النمو الاقتصادي وضمان استقرار الأسعار. بينما يواجه الاقتصاد المغربي تحديات داخلية وخارجية، فإن السياسات النقدية والمالية للبنك تظل دعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 25 يونيو 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic