حياتنا

قافلة وزارة إعداد التراب الوطني: خطوة متأخرة تجاه مغاربة العالم


في خطوة متأخرة، أطلقت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان قافلة تواصلية موجهة للجالية المغربية المقيمة بالخارج تحت شعار “التعمير والإسكان في خدمة مغاربة العالم”. هذه المبادرة التي تمتد من 2 إلى 31 غشت 2025 جاءت بعد فوات الأوان، حيث اتخذ معظم أفراد الجالية قراراتهم لقضاء عطلتهم الصيفية في وجهات أخرى مثل تركيا وإسبانيا، حيث يجدون استقبالًا أفضل وعروضًا جذابة دون بيروقراطية أو وعود فارغة.



توقيت غير مناسب
السؤال الذي يطرحه كل مغربي مقيم بالخارج: لماذا انتظرت الوزارة حتى منتصف العطلة الصيفية لتطلق هذه القافلة؟ الجالية المغربية، التي تعبر القارات كل صيف لتجدد صلتها بالوطن، كانت بحاجة إلى هذه المبادرة في بداية الموسم، خاصة مع تصاعد شكاواهم من الغلاء، وسوء المعاملة، وتعقيد الإجراءات الإدارية.

غياب التخطيط الاستباقي
هذا التحرك المتأخر يعكس مشكلة أكبر تتعلق بمنهجية عمل المؤسسات الحكومية، التي لا تزال تعتمد على منطق "رد الفعل" بدل "التخطيط الاستباقي". الجالية المغربية ليست مجرد أرقام في تقارير حكومية، بل هي قوة اقتصادية هائلة ومصدر تحويلات مالية بالملايير، بالإضافة إلى دورها كسفراء فاعلين للمغرب في الخارج. ومع ذلك، يبدو أن الوزارات تتعامل معها بمنطق المناسبات والبلاغات بدل تقديم خدمات ملموسة على مدار السنة.

مشاكل متراكمة
خلال الشهور الماضية، انشغلت الوزارات بصراعات سياسية وحزبية بدل التركيز على تقديم تسهيلات للجالية. كان أبناء الجالية ينتظرون شبابيك مفتوحة منذ مارس، وعروضًا عقارية واضحة، وإجراءات إدارية ميسرة، لكنهم واجهوا التماطل والتمييز. الآن، بعد أن غادر أغلبهم أو اختاروا وجهات بديلة، تأتي الوزارة بقافلة تواصلية لا تلبي احتياجاتهم الفعلية.

رسالة إلى الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري
بصفتها الوزيرة الوصية، تحتاج فاطمة الزهراء المنصوري إلى مراجعة مقاربتها بالكامل. مغاربة العالم ليسوا ملفًا موسميًا، بل شريحة وطنية لها استحقاقات وأولويات تستوجب خدمة مستمرة على مدار السنة. ما تحتاجه الجالية هو الفعل، لا الكلام، والتخطيط المسبق بدل الاستجابة المتأخرة.

القافلة التواصلية خطوة إيجابية في مضمونها، لكنها جاءت في توقيت خاطئ يعكس ضعف التخطيط. إذا أرادت الوزارة تحسين علاقتها مع الجالية المغربية، فعليها أن تتبنى استراتيجية طويلة الأمد تركز على تقديم خدمات ملموسة، وتسهيلات حقيقية، ومواكبة مستمرة تلبي تطلعات هذه الفئة الحيوية من المغاربة.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 6 أغسطس 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic