أول خطوة للأمهات هي فهم طبيعة ADHD. هذا الاضطراب ليس مجرد تصرفات عصبية أو عناد، بل هو حالة عصبية تؤثر على قدرة الطفل على التركيز، التحكم في الانفعالات، وتنظيم سلوكه. إدراك هذا الجانب يجعل الأم أكثر صبرًا ووعيًا، ويقلل من شعورها باللوم أو القلق المفرط تجاه تصرفات طفلها.
ثانيًا، يجب أن تتبنى الأم استراتيجيات عملية للتعامل اليومي. تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة، استخدام جداول زمنية واضحة، وتقديم المكافآت عند الإنجاز، كلها طرق تساعد الطفل على تنظيم سلوكه وتحفيزه. كما أن إنشاء بيئة منزلية هادئة ومنظمة تقلل من المثيرات التي قد تشتت انتباهه، وتجعله أكثر قدرة على التركيز خلال الأنشطة الدراسية أو اللعب.
التواصل الفعال مع المدرسة هو العنصر الثالث. يجب على الأم أن تشرح للمعلمين طبيعة اضطراب الطفل واحتياجاته الخاصة، مع وضع خطط دعم فردية تتضمن استراتيجيات للتعامل مع فرط الحركة والانتباه داخل الفصل. التعاون بين البيت والمدرسة يخلق شبكة دعم قوية تساعد الطفل على النجاح وعدم الشعور بالاختلاف عن أقرانه.
من الجوانب المهمة أيضًا الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للطفل. النشاط البدني المنتظم والوجبات المتوازنة تساعد في إدارة الطاقة الزائدة وتحسين التركيز. كما أن تعليم الطفل تقنيات التنفس أو الاسترخاء يمكن أن يقلل من التوتر والانفعالات السريعة، مما يعزز قدرته على التحكم في سلوكه.
ولا ينبغي أن تغفل الأم عن دورها في تعزيز الثقة بالنفس لدى طفلها. الأطفال المصابون بـ ADHD غالبًا ما يواجهون إحباطات متكررة نتيجة صعوبة التركيز أو الالتزام بالقواعد. كلمات التشجيع، الاحتفال بالإنجازات الصغيرة، ومشاركة الطفل في اتخاذ القرارات اليومية، كلها أدوات تساعده على الشعور بالنجاح والقدرة على التقدم.
في شهر التوعية بـ ADHD، يصبح الوعي والدعم هما المفتاح لتغيير النظرة المجتمعية تجاه هذا الاضطراب. فالتشخيص المبكر والتدخل الإيجابي لا يحسنان سلوك الطفل فحسب، بل يخففان الضغوط على الأسرة ويمنحانه فرصة لتطوير إمكانياته بشكل طبيعي ومتوازن