ويأتي هذا البرنامج في سياق التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية الوطنية، في ظل الطلب المتزايد على أكياس الدم ومشتقاته، خاصة في فترات الصيف والعطل، حيث تسجل مراكز تحاقن الدم انخفاضاً ملحوظاً في عدد المتبرعين، ما يؤثر سلباً على المخزون الاستراتيجي الوطني.
ومن هذا المنطلق، تهدف هذه الحملة إلى تعبئة الفعاليات المدنية والفاعلين المحليين والجمعيات والمواطنين من أجل الانخراط الفعلي في هذا الجهد التضامني الحيوي.
وتسعى الوكالة، من خلال هذه الحملة، إلى توسيع قاعدة المتبرعين الدائمين، خصوصاً في صفوف الشباب والطلبة والموظفين، وذلك عبر تقريب مراكز التبرع المتنقلة من مختلف الفئات المجتمعية، وتنظيم أيام مفتوحة ولقاءات تحسيسية في الجامعات والمعاهد والأسواق الكبرى والمراكز الثقافية. كما يُرتقب أن تُخصص حوافز معنوية وشهادات شكر رمزية للمتبرعين، في خطوة لتكريس ثقافة الاعتراف والمواطنة الإيجابية.
وتحمل الحملة بعداً تحسيسياً وإعلامياً قوياً، إذ تعمل الوكالة على تعزيز التواصل الرقمي من خلال نشرات توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستعمال شهادات حية من متبرعين سابقين ومرضى استفادوا من عمليات نقل الدم، بهدف خلق روابط وجدانية وإنسانية تشجع على الانخراط.
وتؤكد الوكالة أن التبرع المنتظم، وليس الموسمي فقط، هو ما يضمن استمرارية تلبية حاجيات المؤسسات الاستشفائية من الدم ومشتقاته، حيث يُعتبر كل كيس دم مساهمة مباشرة في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص على الأقل، مما يُبرز الأثر العميق لهذا الفعل البسيط من الناحية اللوجيستيكية، والعظيم من حيث الأثر الإنساني.
كما تدعو الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، في هذه المناسبة، جميع المواطنين إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة، وجعل التبرع بالدم جزءاً من عاداتهم الصحية، وممارسة مواطِنية تعكس قيم التضامن والتكافل التي ميزت المجتمع المغربي على مر العصور