هذا الحادث فتح نقاشًا حادًا حول مدى احترام معايير السلامة في المؤسسات التربوية، ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع في مراقبة السلوك العدواني للأطفال قبل تفاقمه.
كيف يمكن التنبؤ بالسلوك العدواني لدى الأطفال؟
السلوك العدواني أو الإجرامي لدى الأطفال يظهر عادة عبر تصرفات تحمل خطرًا على النفس أو المجتمع، ويحدث عندما تتوافر فرصة ووسيلة ودافع. من الصعب تحديد هذا السلوك بدقة، إذ قد تختلف مفاهيمه من مجتمع لآخر، كما تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في تشكيل شخصية الطفل. ومع ذلك، فإن متابعة الطفل منذ الصغر وملاحظة تصرفاته يمكن أن تساعد في التنبؤ بالميل نحو العدوانية أو الجنوح، خصوصًا إذا تم التدخل التربوي والنفسي المبكر.
علامات مبكرة تدل على ميل الطفل للسلوك الإجرامي
هناك عدة مؤشرات قد تكشف عن احتمالية توجه الطفل نحو العدوانية أو الإجرام، مثل العدوانية تجاه الآخرين أو الحيوانات، الكذب المستمر، التدمير المتعمد للأشياء، الانجذاب للأصدقاء العدوانيين، غياب شعور الذنب أو التعاطف، وانفجار الغضب وعدم ضبط النفس. ملاحظة هذه العلامات مبكرًا والتعامل معها بحكمة، من خلال العقاب الإيجابي أو إشراك الطفل في أنشطة اجتماعية ورياضية، يمكن أن يقلل من احتمال تحول هذه الميول إلى أفعال إجرامية لاحقًا.
تأثير الأسرة على سلوك الأطفال العدواني
تلعب البيئة الأسرية دورًا رئيسيًا في تشكيل سلوك الطفل. فالغياب الكامل للأب أو ضعف العلاقة به، وخلل التواصل العاطفي مع الأم، أو الشجار المستمر بين الوالدين، كلها عوامل تزيد احتمال انجراف الطفل نحو الجنوح. كما أن وجود آباء يمارسون الإجرام أو تعرضوا للسجن يرفع من فرص تورط الأبناء في السلوك العدواني. على النقيض، يوفر الدعم العاطفي والمراقبة الحكيمة من قبل الأبوين شبكة حماية تمنع تحول الميول السلوكية الخطرة إلى أفعال إجرامية.
تلعب المدرسة أيضًا دورًا مكملًا، فهي مركز لرصد سلوكيات الأطفال عبر متابعة التفاعل مع الأقران، مراقبة ردود الفعل، استخدام التكنولوجيا لتحديد الطلاب المضطربين، وتوفير مشرفين نفسيين واجتماعيين لمتابعة الحالة. بالإضافة إلى ذلك، تشجيع الطفل على أنشطة وهوايات متنوعة يساعد على تفريغ طاقته بطريقة إيجابية، ويعزز الانخراط الاجتماعي الصحي، مما يقلل من احتمالية تحول السلوك العدواني إلى فعل إجرامي
الرئيسية





















































