ويُعقد هذا المؤتمر، بتنظيم مشترك بين فرنسا وكوستاريكا، ويستمر إلى غاية الجمعة، بمشاركة دولية رفيعة تضم أزيد من 50 من رؤساء الدول والحكومات، إلى جانب أكثر من 1500 مندوب يمثلون حوالي 200 بلد، ما يعكس حجم التعبئة العالمية حول مستقبل المحيطات.
وعرفت الجلسة الافتتاحية كلمات لافتة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيس روبلس، ركزت على حجم التحديات المناخية والبيئية، وضرورة تنسيق الجهود لحماية الأنظمة البحرية.
وينعقد المؤتمر تحت شعار “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل الحفاظ على المحيط واستغلاله على نحو مستدام”، ويركز على قضايا استراتيجية أبرزها: مكافحة التلوث البحري، ضمان استدامة المصايد، ومعالجة التأثيرات المناخية على التنوع البيولوجي في المحيطات.
ويأتي هذا الحدث ضمن الأجندة الأممية لسنة 2030، ويهدف إلى تسريع تنفيذ الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية. كما يُعد منصة جامعة لخبراء دوليين، ومؤسسات مالية، ومنظمات غير حكومية، وفاعلين في قطاع الاقتصاد الأزرق.
ويمثل هذا المؤتمر النسخة الثالثة بعد دورتي نيويورك سنة 2017 ولشبونة سنة 2022، ويُنتظر منه أن يفضي إلى التزامات ملموسة لمواجهة التهديدات المتفاقمة التي تواجه ما يُعرف بـ"الرئة الزرقاء" لكوكب الأرض، من خلال توحيد الجهود وإشراك مختلف الفاعلين.
وتغطي المحيطات أكثر من 70% من سطح الأرض، وتحتضن 97% من موارد المياه، وتلعب دوراً محورياً في تنظيم مناخ الأرض من خلال امتصاص حوالي 90% من الحرارة الناتجة عن انبعاثات الغازات الدفيئة منذ الثورة الصناعية، ما يبرز أهميتها الحيوية.
غير أن هذه الثروة الطبيعية تواجه مخاطر متزايدة، من أبرزها ارتفاع حموضة المحيطات بنسبة 30% منذ العصر ما قبل الصناعي، مع تحذيرات من إمكانية تجاوز هذه النسبة 170% بحلول نهاية القرن. كما عرفت المحيطات درجات حرارة غير مسبوقة خلال عامي 2023 و2024، في ظل تفاقم آثار التغير المناخي.