وينظم الملتقى الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، ويستمر حتى 14 أكتوبر الجاري، حيث يشمل مجموعة من الجلسات الحوارية والمحاضرات واللقاءات الفكرية التي تتناول مختلف قضايا السرد والأدب، مع التركيز على القصة القصيرة، الشعر، الرواية، والآليات السردية الحديثة بما في ذلك كتابة أدب الخيال العلمي، إضافة إلى ورش تعليمية متخصصة في تقنيات الكتابة.
ويأتي ملتقى السرد العربي في إطار احتفالية “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025”، التي انطلقت أنشطتها الثقافية منذ فبراير الماضي، على أن تختتم باحتفال كبير يستضيف وزراء الثقافة في العالم العربي ورؤساء المؤسسات الثقافية الكبرى، نهاية يناير 2026.
وخلال حفل الافتتاح، ألقى الأستاذ بنكراد محاضرة استهلالية بعنوان “السرد والهوية”، شدد فيها على أن الهوية لا تتشكل خارج السرد، وأن السرد يمثل كل شيء في حياة الإنسان، إذ الزمن الإنساني لا يشبه الزمن عند الكائنات الأخرى، والكائن البشري كائن زمني يخترقه الزمن من البداية إلى النهاية، مشيراً إلى أن السرد هو الوسيلة التي تكشف عن الزمن وتجعلنا ندركه.
وأكد بنكراد أن السرد يتجاوز القصة والرواية ليشمل الحياة اليومية والمحكيات الشفهية غير المدونة، مشدداً على أهمية اللغة في تكوين الهوية، وأنها ليست محايدة. وأضاف أن الهوية مرتبطة باستحضار الماضي وليس بالإسقاط على المستقبل، ولا يمكن إدراكها من خلال صياغة مفاهيم مجردة.
وأوضح بنكراد أن اهتمامه بأعمال بول ريكور، أمبرتو إيكو، وميشيل فوكو ينبع من بحثهم في سؤال الوجود البشري، حيث يشغل الإنسان بالضرورة بالنقصان وعلاقته بالزمن.
ويملك بنكراد عشرات المؤلفات النقدية والأدبية والترجمات، من أبرزها: “وهج المعاني: سيميائيات الإنسان الثقافية”، “الصورة الإشهارية: آليات الإقناع والدلالة”، “آليات الكتابة السردية: أومبيرتو إيكو”، و**“السرد الروائي وتجربة المعنى”**.
واختار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت هذا الملتقى ليكون فعالية رئيسية ضمن احتفالية “عاصمة الثقافة العربية”، حيث تم برمجة مناقشات ومحاضرات تتيح الفرصة للمشاركين لتبادل الأفكار وتطوير مهارات الكتابة، مع التركيز على الأساليب الحديثة في السرد وتجارب الأدب العربي المعاصر