وفي حوار مصور مع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أشار دي ميستورا إلى أن عمله الحالي مرتبط بتفادي صراع محتمل بين المغرب والجزائر، مؤكدًا أنه لا يستطيع الخوض في تفاصيل الملف نظرًا لانخراطه المباشر فيه، مع الالتزام بالحياد والبحث عن حلول تحول دون الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة بين الطرفين.
المبعوث الأممي بالصحراء المغربية أوضح أنه نصف سويدي ونصف إيطالي، لكنه يعتبر أن هويته الحقيقية هي “هوية الأممي”، منذ أن انضم للأمم المتحدة وهو في الثالثة والعشرين من عمره. واصفًا نفسه بـ “رجل إطفاء دوليًا” أو “طبيب الأمم” في مناطق النزاع، حيث أن 90% من مهامه كانت تدخلات شخصية في بؤر ملتهبة مثل سوريا وأفغانستان ولبنان، قبل أن يصبح مبعوثًا خاصًا في ملفات معقدة.
دي ميستورا اعتبر أن منصب “المبعوث الخاص” هو أجمل موقع يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة، لأنه يمثّل الأمين العام ومبادئ المنظمة في آن واحد، مشددًا على أن دوره يتجاوز مجرد التوثيق أو إضفاء الشرعية، ويقوم أساسًا على التيسير والإبداع في صناعة حلول غير متوقعة قد تفتح الطريق أمام “معجزات صغيرة” في مسارات السلام.
وتحدث عن تجربة “عملية سان برناردو” في إثيوبيا خلال مجاعة الثمانينات، حيث تمكنت الأمم المتحدة من إقناع خصمين استراتيجيين، هما الناتو وحلف وارسو، بالقصف بالغذاء بدل القنابل، معتبرًا أن هذه اللحظة تجسيد لقدرة المنظمة على تحويل المستحيل إلى ممكن، قبل سقوط جدار برلين بخمس سنوات.
وبخصوص الانتقادات التي تواجه الأمم المتحدة اليوم، شدد دي ميستورا على أن المنظمة ليست فقط مجلس الأمن حيث الفيتو يعطل القرارات، بل هي أيضًا فكرة ومبدأ وأذرع إنسانية لا بديل لها مثل اليونيسف، برنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرًا إلى أن الأزمات المعاصرة من الجائحة إلى المناخ والنزاعات المركبة تبرز الحاجة المستمرة إلى منصة جامعة كالمنظمة الأممية.
وختم المبعوث الأممي بالتأكيد على أن الأمم المتحدة، رغم عيوبها، تظل الإطار الوحيد القادر على تجنيب العالم الانزلاق إلى الفوضى، مؤكدًا أن المطلوب هو إصلاح وتجديد آلياتها، خاصة ما يتعلق بحق الفيتو داخل مجلس الأمن، متسائلًا: “إذا لم تكن الأمم المتحدة موجودة، فمن سيملأ هذا الفراغ؟”.
بقلم هند الدبالي
المبعوث الأممي بالصحراء المغربية أوضح أنه نصف سويدي ونصف إيطالي، لكنه يعتبر أن هويته الحقيقية هي “هوية الأممي”، منذ أن انضم للأمم المتحدة وهو في الثالثة والعشرين من عمره. واصفًا نفسه بـ “رجل إطفاء دوليًا” أو “طبيب الأمم” في مناطق النزاع، حيث أن 90% من مهامه كانت تدخلات شخصية في بؤر ملتهبة مثل سوريا وأفغانستان ولبنان، قبل أن يصبح مبعوثًا خاصًا في ملفات معقدة.
دي ميستورا اعتبر أن منصب “المبعوث الخاص” هو أجمل موقع يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة، لأنه يمثّل الأمين العام ومبادئ المنظمة في آن واحد، مشددًا على أن دوره يتجاوز مجرد التوثيق أو إضفاء الشرعية، ويقوم أساسًا على التيسير والإبداع في صناعة حلول غير متوقعة قد تفتح الطريق أمام “معجزات صغيرة” في مسارات السلام.
وتحدث عن تجربة “عملية سان برناردو” في إثيوبيا خلال مجاعة الثمانينات، حيث تمكنت الأمم المتحدة من إقناع خصمين استراتيجيين، هما الناتو وحلف وارسو، بالقصف بالغذاء بدل القنابل، معتبرًا أن هذه اللحظة تجسيد لقدرة المنظمة على تحويل المستحيل إلى ممكن، قبل سقوط جدار برلين بخمس سنوات.
وبخصوص الانتقادات التي تواجه الأمم المتحدة اليوم، شدد دي ميستورا على أن المنظمة ليست فقط مجلس الأمن حيث الفيتو يعطل القرارات، بل هي أيضًا فكرة ومبدأ وأذرع إنسانية لا بديل لها مثل اليونيسف، برنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرًا إلى أن الأزمات المعاصرة من الجائحة إلى المناخ والنزاعات المركبة تبرز الحاجة المستمرة إلى منصة جامعة كالمنظمة الأممية.
وختم المبعوث الأممي بالتأكيد على أن الأمم المتحدة، رغم عيوبها، تظل الإطار الوحيد القادر على تجنيب العالم الانزلاق إلى الفوضى، مؤكدًا أن المطلوب هو إصلاح وتجديد آلياتها، خاصة ما يتعلق بحق الفيتو داخل مجلس الأمن، متسائلًا: “إذا لم تكن الأمم المتحدة موجودة، فمن سيملأ هذا الفراغ؟”.
بقلم هند الدبالي