الرئيسية
المهرجان، الذي تنظمه جمعية "أصوات نسائية" منذ عام 2008، أضحى موعداً سنوياً ينتظره سكان تطوان وزوارها، لما يقدمه من مزيج غني يجمع بين الفن والموسيقى والثقافة والعمل الإنساني. ويهدف إلى توفير منصة للفنانات المغربيات والعربيات للتعبير عن إبداعاتهن، وإبراز مواهب نسائية قد لا تجد الفرصة في المنصات التقليدية.
وحسب بلاغ للجمعية المنظمة، فإن الدورة الحالية ستشهد حضور أسماء فنية لامعة على الساحة العربية والمغربية، من بينها ديانا حداد، وزينة الداودية، وجايلان، ودعاء لحياوي، وكوثر صديق، حيث ستقدم هؤلاء الفنانات عروضاً تمزج بين التراث الموسيقي الأصيل والألوان الغنائية المعاصرة، بما يضمن تنوعاً فنياً قادراً على إرضاء مختلف الأذواق.
ولن يقتصر المهرجان على المسارح والفضاءات الكبرى، بل سيمتد إلى أحياء المدينة من خلال عروض فنية متنقلة، تتيح تفاعلاً مباشراً مع الجمهور، وتشجع المشاركة المجتمعية في الاحتفاء بالفن. كما ستُقام أنشطة تنشيطية في الساحات العامة، مع تنظيم ورشات فنية وثقافية موجهة للشباب والنساء، بهدف تعزيز الحس الإبداعي وبناء جسور بين الأجيال.
وفي بُعده الإنساني، يتبنى المهرجان هذا العام مبادرات تضامنية موسعة، تشمل حملات لتوزيع المساعدات على الأسر المعوزة، وقافلة طبية تقدم خدماتها في مجالات الفحص والاستشارة والعلاج، بشراكة مع جمعيات ومراكز طبية واجتماعية وطنية. وتؤكد الجمعية المنظمة أن هذه الأنشطة تندرج ضمن رؤية شاملة لربط الفن بالمسؤولية الاجتماعية، وإبراز أن الثقافة يمكن أن تكون أداة للتغيير الإيجابي.
رئيسة جمعية "أصوات نسائية"، كريمة بن يعيش، شددت في تصريح لها على أن "المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل فضاء للتلاقي والحوار والاعتراف بمكانة المرأة في بناء المجتمع"، مضيفة أن كل دورة من هذا الحدث تمثل فرصة لتسليط الضوء على المواهب النسائية وإعطائها المساحة التي تستحقها، سواء على المستوى الوطني أو العربي.
وقد استطاع مهرجان "أصوات نسائية" منذ انطلاقه أن يتحول إلى أيقونة ثقافية في المشهد المغربي، مكرساً صورة مدينة تطوان كحاضنة للفنون وملتقى للإبداعات، ومؤكداً أن الثقافة ليست ترفاً، بل رافعة للتنمية المستدامة وبناء مجتمع أكثر انفتاحاً وتضامناً
