وتثير حقيبة الغداء المحمولة، المعروفة بـ “لانش بوكس”، جدلاً كبيراً بين الأسر، إذ تتراوح التحديات بين صعوبة تحضير وجبات متوازنة وصحية يومياً، وارتفاع تكلفة المكونات الغذائية، إضافة إلى مشكلات التخزين والحفاظ على حرارة الطعام. كما يشير بعض الأطباء والتغذويين إلى أن اعتماد الأطفال على وجبات سريعة أو غير متكاملة قد يؤثر سلباً على التركيز والتحصيل الدراسي خلال اليوم الدراسي.
تعاني بعض الأسر من ضغوط مزدوجة؛ فهي ترغب في ضمان تغذية سليمة لأطفالها، مع التحكم في النفقات، خصوصاً في ظل الغلاء المستمر للأسعار. وبالنسبة للتلاميذ، قد تصبح حقيبة الطعام عبئاً يومياً، إذا كانت مليئة بالوجبات الثقيلة أو غير المحببة، ما يدفعهم أحياناً لشراء الأطعمة الجاهزة من محيط المؤسسة التعليمية.
وتبرز في هذا السياق دعوات متزايدة إلى المدارس لتقديم بدائل صحية، مثل المطاعم المدرسية أو الاتفاق مع شركات تقدم وجبات متوازنة، تكون بأسعار مقبولة وتراعي المتطلبات الغذائية للأطفال. ويؤكد خبراء التغذية أن إشراك الأسر في وضع برامج غذائية مدرسية يمكن أن يسهم في رفع وعي الأطفال بأهمية التغذية السليمة، ويخفف من الأعباء اليومية على أولياء الأمور.
في الوقت نفسه، أصبح “لانش بوكس” أداة تعليمية ضمنية، إذ يشجع الأطفال على اكتساب عادات غذائية جيدة، تنظيم وقتهم، وتحمل المسؤولية عن وجبتهم الخاصة. لكن هذه الفوائد تظل محدودة إذا لم ترافقها توجيهات واضحة من المدارس حول نوعية الوجبات وكميتها، وضمان التخزين السليم، خصوصاً في فصول الصيف الحارة أو الأماكن التي تفتقر إلى التبريد المناسب.
يبقى الدخول المدرسي مناسبة لتسليط الضوء على ضرورة تحسين البنية الغذائية للتلاميذ، وفتح نقاش مجتمعي حول كيفية توفير وجبات صحية ومتوازنة، دون تحميل الأسر عبئاً مالياً إضافياً، مع تعزيز التعليم الغذائي للأطفال كجزء من منظومة تربوية شاملة