حياتنا

حزب "فوكس" اليميني المتطرف باسبانيا يهاجم الثقافة المغربية ويطالب بإلغاء برنامج تعليم اللغة الأم


في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط التربوية والسياسية بإسبانيا، أطلق حزب "فوكس" اليميني المتطرف حملة جديدة تطالب بإلغاء برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) في المدارس العمومية، متهماً المغرب بـ"محاولة تمرير أجندة ثقافية" وسط أبناء الجالية



وجاء هذا الهجوم عبر مقترح قدّمه النائب الإقليمي للحزب، غوستافو دي كاسترو، أمام مجلس محافظة غرناطة، اعتبر فيه البرنامج تهديداً مباشراً للهوية الوطنية الإسبانية، ووصفه بـ"الاستيلاب الثقافي"، بل ذهب أبعد من ذلك بتصويره كوسيلة لتوسيع نفوذ الإسلام داخل المؤسسات التعليمية.
 

هذا الطرح المتشدد الذي يربط تعليم اللغة الأم لأبناء الجالية بمحاولة "فرض الشريعة"، يكشف عن منطق إقصائي يرى في التعدد الثقافي تهديدًا بدل أن يراه عنصر غنى. إذ لم يقتصر الحزب في انتقاده على المغرب وحده، بل وجّه سهامه نحو الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، متهمًا إياهما بالتواطؤ في "فتح المدارس لثقافة مغايرة".
 

ويبدو أن "فوكس" يتجاهل الطبيعة الطوعية لهذا البرنامج، والواقع الديمغرافي المتنوع الذي بات يفرض على إسبانيا تطوير أدوات اندماج تراعي الخصوصيات الثقافية دون أن تذيبها قسراً. فبرنامج PLACM الذي يُنفذ في عدد محدود من المدارس، لا يشكل تهديدًا، بل يهدف إلى بناء جسور بين الأجيال الجديدة وهويتها الأصلية، مع الحفاظ على توازن صحي مع البيئة الإسبانية.
 

إصرار الحزب المتطرف على اعتبار كل تعبير ثقافي غير إسباني "اختراقاً" يكشف عن مشروع سياسي يقوم على الانغلاق أكثر مما يقوم على الدفاع عن القيم. فمعايير "الاندماج" التي يدعو إليها فوكس تقوم على الإلغاء لا التعايش، وتضع أبناء الجالية في موضع المتهم لمجرد ارتباطهم بلغتهم الأم وثقافتهم.
 

تبدو هذه الحملة امتداداً لسلسلة من المواقف الشعبوية التي دأب عليها الحزب منذ سنوات، خصوصاً في تعاطيه مع قضايا الهجرة والإسلام، حيث يعتمد خطاب التخويف والتحريض بدل التحليل والتأطير. وهو خطاب لا يخلو من مغالطات تاريخية ومقارنات سطحية، كتشبيهه تدريس اللغة العربية في إسبانيا بفرض قضايا النوع في مدارس مغربية، وكأن الواقع السياسي والثقافي متطابق.
 

في ظل هذا التصعيد، تبقى الجالية المغربية بين سندان الاستقطاب السياسي ومطرقة الشكوك في نواياها، رغم مساهمتها الطويلة في المجتمع الإسباني. بينما تظل برامج مثل PLACM جزءاً من استراتيجية تربوية عقلانية تستند إلى التعدد بدل الإقصاء، وتؤسس لتعايش حقيقي لا يُختزل في شعارات وطنية ضيقة


اللغة العربية، حزب فوكس، الجالية المغربية، الثقافة المغربية، التعليم في إسبانيا


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 30 يونيو 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic