وقد بدأت النيران من بقعة صغيرة، لكن الرياح القوية والطبيعة الوعرة للمنطقة ساهمتا في تسريع تمددها، ما تطلب تدخلًا واسعًا ومنسقًا بين مختلف المتدخلين، بمن فيهم عناصر الوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، ومسؤولون من السلطات العسكرية، تحت إشراف مباشر من السلطات المحلية بالإقليم.
وفي مواجهة تعقيدات التضاريس وكثافة الغطاء النباتي، استُعين بطائرات "كانادير" التابعة للقوات المسلحة الملكية، والتي نفذت عشرات الطلعات الجوية لمحاصرة ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى مناطق مجاورة. وعلى الأرض، تواصل فرق التدخل جهودها الميدانية في محاولة للسيطرة الكاملة على الوضع.
بالتوازي مع العمليات الميدانية، أوقفت مصالح الدرك الملكي شخصًا يشتبه في تورطه في إشعال الحريق، وقد تم نقله إلى مركز الدرك لتعميق البحث معه، بإشراف من النيابة العامة المختصة. ويأتي هذا التوقيف في سياق تنامي القلق من وجود حرائق متعمّدة مع اقتراب فصل الصيف.
وتفيد مصادر محلية بأن الظروف المناخية الصعبة، مثل الرياح القوية، إلى جانب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، فاقمت من صعوبة عمليات الإخماد، وجعلت السيطرة على الحريق أكثر تعقيدًا، رغم الجهود المكثفة المبذولة من مختلف الأجهزة المعنية.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على التحديات البيئية التي تواجه الغابات المغربية، خصوصًا في المناطق الشمالية، وتطرح الحاجة إلى استراتيجيات وقائية فعالة تحد من خطر اندلاع الحرائق، وتحافظ على التوازن البيئي والتنوع الطبيعي