ووفقًا للبيانات المنشورة يوم الأحد 29 يونيو 2025، بلغت الحرارة في مدينة بنجرير الواقعة بجهة مراكش-آسفي 46.4 درجة مئوية، وهو رقم لم يُسجّل من قبل في هذا التوقيت من السنة، مما يسلّط الضوء على التحولات المناخية السريعة التي تعرفها المملكة.
تبوّؤ ابن جرير المرتبة العاشرة عالميًا في سلم المدن الأعلى حرارة لم يأتِ معزولًا، بل جاء في سياق إقليمي ودولي تتصاعد فيه درجات الحرارة بشكل مقلق. فقد تصدّرت مدينة الكويت اللائحة بدرجة حرارة بلغت 48.3 مئوية، تلتها مدينة الأحساء في السعودية بـ47.8 مئوية، ثم مدينة الفهود بسلطنة عمان بـ47.2 مئوية.
هذه المعطيات تكشف عن شراسة الموجة الحارة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتضع المغرب في قلب الظاهرة المناخية التي لم تعد تقتصر على المناطق الصحراوية أو الخليجية فقط.
ويعكس هذا الارتفاع المهول في الحرارة بمناطق وسط المغرب، المعروفة تقليديًا بمناخها القاري الحار صيفًا، حجم التحديات المناخية التي تواجهها البلاد في السنوات الأخيرة. فبعد تسجيل أرقام قياسية في نقص التساقطات وندرة المياه الجوفية، بات المغرب أيضًا مهددًا بمعدلات حرارة مرتفعة تؤثر بشكل مباشر على الزراعة، والصحة، وأمن الطاقة، خصوصًا في المدن الداخلية غير الساحلية.
ويحذّر خبراء المناخ من أن استمرار هذا النمط الحراري في الارتفاع سيجعل بعض المناطق المغربية غير صالحة للسكن في فترات معينة من السنة، خاصة في ظل غياب تغطية خضراء كافية، وافتقار العديد من المدن المتوسطة إلى بنية تحتية مقاومة للحرارة، سواء على مستوى التهوية العمرانية أو أنظمة العزل الحراري في المساكن والمؤسسات العمومية.