حياتنا

النقل بالتطبيقات بالمغرب: أكثر من 30 ألف فرصة شغل والتقنين مرتقب


تشهد الساحة المغربية جدلاً محتدماً حول مستقبل النقل بواسطة التطبيقات، مع اقتراب موعد استضافة المغرب لكأس إفريقيا للأمم، حيث تتباين المواقف بين السائقين التقليديين الذين يطالبون بالمنع الكامل، وسائقي التطبيقات والمناصرين لتقنين هذا القطاع الحيوي. ويشير خبراء ونقابيون إلى أن عدد سائقي النقل بالتطبيقات بالمغرب تجاوز 30 ألفاً، ما يجعل التقنين أمراً واقعاً لا مفر منه في ظل الطلب المتزايد والحاجة إلى تنظيم القطاع قانونياً.



سائقو سيارات الأجرة التقليدية يشكون من تراجع مداخيلهم بحوالي النصف نتيجة المنافسة، معتبرين أن خدمات التطبيقات تقدم بلا التزامات أو رسوم توازي ما يتحملونه من “روسيطة” وتكاليف التشغيل. ويستحضر هؤلاء الحكم القضائي الأخير في حق سائق تطبيقات متهم باختطاف وهتك عرض زبونة كدليل على مخاطر النقل غير المنظم، مطالبين وزارة الداخلية بالتدخل العاجل لمنع النقل بالتطبيقات حفاظاً على سلامة المستهلكين.

في المقابل، يرى سائقو التطبيقات أن المستهلك هو صاحب الاختيار الحر، وأن الإقبال الكبير على خدمات مثل “إندرايف” ومثيلاتها يعكس رضا المواطنين عن جودة الخدمات. ويؤكد الأمين العام للنقابة الديمقراطية للشغل، سمير فرابي، أن المغرب لن يشذ عن القاعدة العالمية التي جعلت النقل بالتطبيقات معياراً أساسياً، خاصة مع تنظيم تظاهرات دولية تستقطب السياح، مشدداً على أن عدم وجود هذا القطاع سيضع البلاد في موقف محرج.

ويشير فرابي إلى أن قطاع النقل بالتطبيقات يوفر حالياً أكثر من 36 ألف فرصة شغل، وهو ما يمثل دعامة أساسية لسوق العمل في ظل معدلات بطالة مرتفعة، وأن إضراب سائقي التطبيقات وحده قد يؤدي إلى أزمة نقل حقيقية. كما يلفت إلى أن نظام المأذونيات التقليدي توقف منذ سنة 2012، ما أدى إلى ثبات أسطول سيارات الأجرة التقليدية، في حين ساهم النقل بالتطبيقات في سد الخصاص الذي كان سيترك فجوة كبيرة في التنقل الحضري بالمغرب.

ويؤكد النقابي أن كل محاولات وصف النقل بالتطبيقات بالقطاع غير المنظم غير مقبولة، خصوصاً أن القطاع التقليدي نفسه يفتقر إلى التنظيم والتأطير، مشدداً على أن الحوادث المأساوية التي تقع أحياناً تقع نتيجة غياب التأطير القانوني للنشاط وليس بسبب التطبيقات ذاتها. وأوضح أن النقابة دعت الديوان الملكي للتحكيم، واقترحت ترخيص سيارات النقل بالتطبيقات، مع فرض تسعيرة أعلى نسبياً مقارنة بالسيارات التقليدية لتفادي منافسة شرسة وضمان استمرارية كلا القطاعين.

تظل معركة تقنين النقل بالتطبيقات في المغرب اختباراً حقيقياً لقدرة السلطات على التوفيق بين حماية حقوق السائقين التقليديين، وضمان حرية الاختيار للمستهلكين، وخلق فرص شغل جديدة في وقت يتطلع فيه المغرب لتقديم صورة نموذجية خلال الأحداث الرياضية الدولية المقبلة.

بقلم هند الدبالي 

النقل بالتطبيقات، سيارات الأجرة، المغرب، تقنين، النقابة الديمقراطية للنقل، كأس إفريقيا للأمم، فرص الشغل، التنافسية، سلامة المستهلك، التنظيم القانوني.





الخميس 25 سبتمبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic