وتسعى دورة هذا العام إلى تعميق النقاش حول علاقة السينما بالعدالة والمصالحة والذاكرة الجماعية، في سياق دولي يعرف تصاعد النزاعات وانكماش قيم الحوار. اختيار شعار "ذاكرة السلام" لم يكن اعتباطيًا، بل جاء كتعبير عن رؤية فنية وإنسانية تعتبر أن الإبداع يمكن أن يكون فعل مقاومة ضد النسيان وضد العنف الرمزي والمادي.
ويُنتظر أن تعرف الدورة حضورًا لعدد من المفكرين والسينمائيين والحقوقيين من مختلف القارات، للمشاركة في ندوات وورشات فكرية تُعنى بالعدالة الانتقالية ودور الصورة في ترميم الذاكرة. كما ستُعرض أفلام تتناول مواضيع إنسانية عميقة، أبرزها “تذكّر”، “جاوك”، “حول النار”، و”المُناضلة”، التي تمزج بين الشهادة الفنية والرؤية الفلسفية.
يكرم المهرجان هذا العام شخصيات بارزة ساهمت في تكريس ثقافة السلام، من بينها الدكتور عمر عزيمان، المستشار الملكي، تقديرًا لإسهاماته في مجالات العدالة والمصالحة وبناء الدولة الاجتماعية الحديثة، إلى جانب الدكتورة سناء النبّاح، اعترافًا بدورها في الدفاع عن الحقوق الإنسانية وقضايا المرأة عبر الفكر والإبداع.
كما ستعرف هذه النسخة تكريم وجوه فنية مغربية وعالمية تركت بصمتها في السينما، من بينهم الممثل سعد التغماوي، والمخرج محمد عبد الرحمن التازي، تقديرًا لمسارهما الحافل في تطوير السينما المغربية، إضافة إلى رَموز فنية محلية من الناظور ساهمت في إشعاع السينما في الجهة الشرقية.
إلى جانب العروض السينمائية، سيحتضن المهرجان موائد مستديرة ولقاءات مفتوحة تجمع النقاد والمنتجين والمخرجين لمناقشة قضايا الذاكرة والتنوع الثقافي والتعايش، في أفق جعل الناظور منصة فكرية عالمية للحوار بين الشعوب والثقافات.
وفي ختام البيان، عبر المنظمون عن امتنانهم لكل الشركاء والداعمين الذين ساهموا في استمرار هذا المشروع الثقافي الطموح، مؤكدين أن "الوفاء لذاكرة الشعوب هو الطريق نحو سلام دائم"، وأن السينما تظل مرآة إنسانية قادرة على جمع ما فرقته السياسة والحروب