وفي مذكرة حديثة أصدرتها المندوبية بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، الذي يصادف 12 يونيو، أوضحت أن الظاهرة لا تزال منتشرة أساسًا بين الذكور بنسبة 84,6%، وأن أغلب الأطفال المشتغلين (89%) ينتمون للفئة العمرية ما بين 15 و17 سنة. كما أن 77,5% منهم يقيمون في القرى، في حين تشير الأرقام إلى أن 87,7% منهم انقطعوا عن الدراسة، و10,7% يزاوجون بين العمل والدراسة، فيما لم يسبق لـ1,6% منهم الالتحاق بالمدرسة.
ويعمل أغلب هؤلاء الأطفال في قطاعات معينة بحسب بيئتهم الجغرافية؛ ففي الوسط القروي، ينشط 70,3% منهم في قطاع “الفلاحة، الغابة والصيد”، بينما ينخرط أطفال المدن في “الخدمات” بنسبة 58,8% و”الصناعة” بنسبة 26,1%. ويشغل 57,4% من أطفال القرى وظائف كمساعدين عائليين، بينما يعمل معظم أطفال المدن كأجراء.
وتتجلى الخطورة في كون حوالي 62 ألف طفل، أي ما يمثل 62,7% من مجموع الأطفال المشتغلين، يؤدون أعمالًا تصنّف ضمن خانة الأشغال الخطيرة. وتنتشر هذه الظاهرة بالأساس في العالم القروي بنسبة 73,1%، وتشمل الذكور بشكل أساسي بنسبة 89,8%، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة (84,4%).
ويعد الأطفال العاملون في “الصناعة” و”البناء والأشغال العمومية” من أكثر الفئات عرضة للمخاطر، بنسب تبلغ 88,6% و74,4% على التوالي، تليها “الخدمات” (71,1%) و”الفلاحة والغابة والصيد” (51,7%).
أما على المستوى الأسري، فإن الظاهرة تطال نحو 73 ألف أسرة، أي ما يعادل 1% من مجموع الأسر المغربية، 70% منها توجد في الوسط القروي. وتبرز بشكل أوضح في الأسر ذات العدد الكبير والتي يُديرها أشخاص بدون مستوى دراسي، حيث تصل النسبة إلى 1,2%، مقابل نسبة شبه معدومة في الأسر التي يسيرها أشخاص حاصلون على تعليم عالٍ.
وترى المندوبية أن استمرار الظاهرة، رغم التراجع، لا يزال مرتبطًا بالفقر، والهشاشة الاجتماعية، وضعف التمدرس، وهو ما يستدعي مضاعفة الجهود لحماية الأطفال من الاستغلال الاقتصادي، خاصة في الأوساط القروية والقطاعات اليدوية الشاقة.
كما بيّنت أن العوامل السوسيو-اقتصادية تلعب دورًا حاسمًا، حيث ترتفع النسبة في الأسر التي يرأسها مستغلون فلاحيون (38%)، أو حرفيون وتجار وأطر متوسطة (24%)، أو عمال يدويون (22,9%)، فيما تنعدم تقريبًا لدى الأسر المسيرة من طرف أطر عليا.
وفي ختام تقريرها، شددت المندوبية على أهمية الاستثمار في تعليم الأطفال ودعم الأسر الفقيرة لضمان نشأة كريمة تُحصّن الطفولة من كل أشكال الاستغلال