حياتنا

العقوبات البديلة تدخل حيز التنفيذ.. المراقبة الإلكترونية تعيد رسم ملامح العدالة بالمغرب


دخل المغرب مرحلة جديدة في مسار إصلاح العدالة الجنائية مع شروع المنصة الوطنية للمراقبة الإلكترونية، التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في تنفيذ مهامها رسمياً، حيث تسهر على تتبع المحكومين بالعقوبات البديلة عبر نظام رقمي متكامل يشرف عليه طاقم متخصص يشتغل بنظام المداومة على مدار الساعة.



زيارة ميدانية لمركز هذه المنصة كشفت عن جاهزيتها من حيث المعدات والأنظمة المعلوماتية، التي تتيح مراقبة دقيقة للحالات الخاضعة للعقوبة البديلة، خاصة عبر السوار الإلكتروني المرتبط بجهاز منزلي مزود ببطاقتي اتصال لضمان الربط المستمر مع الخادم المركزي. هذه التقنية تتيح رصد أي خرق لشروط المراقبة، وتُمكّن الإدارة من التدخل الفوري عند الحاجة.

مولاي إدريس أكلمام، مدير العمل الثقافي والاجتماعي بالمندوبية والمكلف بتتبع تنفيذ العقوبات البديلة، أوضح أن المنصة أحدثت بموجب المادة 27 من المرسوم التطبيقي لقانون العقوبات البديلة، وأن اختصاصاتها لا تقتصر على المراقبة فقط، بل تشمل التنسيق بين المستويات المركزية والمحلية، ومعالجة الإنذارات، وتيسير تبادل المعطيات بين مختلف المتدخلين. وأبرز أن 700 موظف جرى تعيينهم لهذه المهمة، بينهم 200 مكلفون حصراً بالمراقبة الإلكترونية، فيما يعمل 20 موظفاً في المنصة بشكل دائم لتأمين المراقبة 24/24.

أما على مستوى آليات التنفيذ، فيشرح المراقب عبد الله براش أن السوار الإلكتروني المثبت في ساق المحكوم يُربط بجهاز منزلي يمنع تغييره أو فصله عن الكهرباء، وهو ما يضمن تحديد موقع المعني خلال الفترة الخاضعة للمراقبة، مضيفاً أن المعني يمكنه التواصل مع الإدارة في حال الطوارئ.

منذ دخول القانون رقم 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة حيز التنفيذ في 22 غشت الماضي، صدر ما مجموعه 197 حكماً تضمن 226 عقوبة بديلة، من بينها العمل للمنفعة العامة. وفي هذا السياق، وقعت المندوبية اتفاقيات مع قطاعات حكومية عدة لاستقبال المحكومين لأداء هذه العقوبة ضمن أنشطتها، بما يعزز الإدماج المجتمعي ويحول العقوبة إلى فرصة إصلاحية.

ويُنظر إلى هذا الورش باعتباره منعطفاً نوعياً في تاريخ العدالة الجنائية المغربية، حيث يُسهم في تخفيف الاكتظاظ داخل السجون، ويعكس توجهاً نحو عدالة أكثر إنسانية وفعالية، منسجمة مع التوجيهات الملكية الداعية منذ سنوات إلى تطوير بدائل للعقوبات السالبة للحرية، وتوسيع آليات الصلح والتحكيم.

بقلم هند الدبالي 

العقوبات البديلة، المراقبة الإلكترونية، المندوبية العامة لإدارة السجون، السوار الإلكتروني، العدالة الجنائية، إعادة الإدماج، العمل للمنفعة العامة، القانون 43.22، بدائل السجن، الإصلاح القضائي بالمغرب.





الجمعة 19 سبتمبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic