وأكد بايباكوف على الدور الحيوي الذي يلعبه المغرب في منظومة التجارة الروسية الإفريقية، مشيراً إلى أن المملكة تُعد أكبر مستورد للقمح الروسي في القارة، حيث تجاوزت صادرات القمح أكثر من مليون طن، ما يبرز المغرب كشريك استراتيجي لا يمكن تجاهله في تأمين الأمن الغذائي على مستوى إفريقيا.
كما كشف عن استعداد البلدين لتوقيع اتفاقية طويلة الأمد لتنظيم مصايد الأسماك البحرية، في خطوة تعكس تنويع مجالات التعاون بين البلدين لتشمل قطاعات استراتيجية متعددة مثل الزراعة وإدارة المياه والبتروكيماويات والطاقة، بما في ذلك الطاقات النووية، ما يعكس أفقاً توسعياً للطموحات الاقتصادية بين الطرفين.
وشدد السفير الروسي على التزام المغرب بخيارات السياسة الخارجية المتعددة الأقطاب، معتبراً أن روسيا تحوّلت من الاعتماد التقليدي على الأسواق الغربية إلى تعزيز شراكات أكثر عمقاً مع دول الجنوب العالمي، خاصة إفريقيا وأمريكا اللاتينية، اللتين باتتا تشكلان قوة مؤثرة في إعادة تشكيل النظام الدولي.
وأضاف بايباكوف أن هذه التحولات الجذرية في النظام العالمي توفر فرصاً حقيقية لبناء تعاون دولي متكافئ، بعيداً عن الهيمنة أو فرض الشروط، وهو ما ينسجم مع رؤية المغرب التي تسعى لتعزيز دورها كفاعل إقليمي ودولي ضمن منظومة دولية أكثر تعددية.
في الجانب الأكاديمي، عبّر وزير التعليم العالي المغربي، عز الدين الميداوي، عن تقديره العميق للعلاقات الثقافية والتعليمية بين المغرب وروسيا، مشيراً إلى أن روسيا أصبحت وجهة تعليمية مفضلة لعدد متزايد من الطلاب المغاربة، وذلك بفضل التكامل الثقافي والدبلوماسي الذي عززته البلدين على مدى السنوات الماضية. واعتبر الميداوي هذا التعاون بمثابة جسر للتبادل الثقافي والعلمي، يسهم في توطيد أواصر الصداقة والتفاهم بين الشعوب.