تجارب علمية، مثل التجربة التي نفذها الكاتب توماس جيرمان باستخدام اعتذارات مكتوبة مسبقًا، تؤكد أن التعبير عن الندم الحقيقي يحتاج إلى مشاعر حقيقية، فحتى الذكاء الاصطناعي لا يمكنه محاكاة الألم النفسي الذي يصاحبه. كما تؤكد جودي إيتون، أستاذة علم النفس، أن الاعتذار يتطلب شعورًا داخليًا بالندم والتعاطف، وإلا سيبدو مصطنعًا وغير مقنع للآخرين.
الدراسات أظهرت أيضًا أن الأطفال قادرون على التمييز بين الاعتذار الصادق والاعتذار الإجباري، ويعتبرون الأخير نابعًا من مصلحة شخصية أو خوف من العقاب، وليس من رغبة حقيقية في تصحيح الخطأ. بل إن الاعتذار القسري قد يزيد من استياء الطفل تجاه الشخص المتضرر بدل تطوير التعاطف، خصوصًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات.
لذلك، يكمن الحل في تعليم الطفل معنى التعاطف وفهم مشاعر الآخرين، بدل التركيز على مجرد نطق كلمة "آسف". يمكن للآباء اتباع عدة خطوات لتعزيز الاعتذار الصادق: أولاً، غرس التعاطف عبر الحوار المستمر مع الطفل حول مشاعره ومشاعر الآخرين، ومساعدته على وضع نفسه مكان الشخص المتضرر. ثانياً، تعليم الطفل التعبير عن مشاعره وفهمها، لتقوية وعيه الداخلي بما يمر به وكيفية تأثيره على الآخرين. ثالثاً، تشجيع الطفل على التفكير في طرق إصلاح الخطأ وتعويض المتضرر، إذ أن الإجراءات العملية تجعل الاعتذار أكثر صدقًا وتأثيرًا.
القدوة تلعب دورًا رئيسيًا أيضًا؛ فعندما يرى الطفل والديه يعترفون بأخطائهم ويعتذرون بصراحة ويسعون لتصحيحها، يتعلم من خلال الممارسة كيفية الاعتذار الحقيقي بدلاً من الاكتفاء بالكلمات الجاهزة. وأخيرًا، احترام مشاعر الطفل وملاحظاته دون انتقاد أو تجاهل يعزز ثقته بنفسه، ويقوي قدرته على التعاطف وفهم مشاعر الآخرين بعمق.