إسهام الأرشيف الطبي في صون ذاكرة مدينة فاس أرشيف مستشفى كوكار أنموذجا

الأرشيفات في مستشفى كوكار ليست مجرد مجموعة من الوثائق التاريخية المتربة؛ بل هي مادة حية تغذي الذاكرة الجماعية. تعكس هذه الأرشيفات رؤية اجتماعية وثقافية وسياسية للتحولات التي شكّلت مهنة الطب في مدينة فاس الإمبراطورية. من خلال استكشاف مجالات مثل الطب الوقائي، الأوبئة، بالإضافة إلى رعاية النساء، الأطفال، والمرضى، يغوص الكتاب في تعقيد العلاقة بين الطب، السلطة والمجتمع.

يؤكد الكتاب على أهمية الحفاظ على هذا التراث الوثائقي الثمين، الذي يعد أساسيًا لفهم تطور النظام الصحي الوطني. كما يذكرنا بأن الأرشيفات ليست مجرد تسجيل للعلاجات الطبية؛ فهي انعكاس للمجتمع، والممارسات الصحية، والتصورات الجماعية. إن حفظها هو فعل من أفعال النقل والتوريث، مما يوفر للأجيال القادمة مرآة للماضي يمكن أن تسلط الضوء على الحاضر وتلهم المستقبل.

هذا الكتاب يوجه أيضًا دعوة ملحة: ضرورة حماية، رقمنة وجعل هذا التراث الفريد في متناول الباحثين والأكاديميين، إذ يشكل هذا إرثًا مهمًا لبناء ذاكرة صحية وطنية قوية. إنه نداء للعمل للحفاظ على إرث لا غنى عنه لفهم تطور النظام الصحي في المغرب.

من خلال هذه الأرشيفات، تروي قصة تاريخ فاس وذاكرتها الطبية، ويصبح هذا الكتاب بمثابة بوابة نحو مستقبل حيث تتشابك الصحة والذاكرة الجماعية بطريقة لا تنفصل.

حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر.
عضو لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس.
عضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي
عضو الجمعية المغربية للتواصل الصحي

صدرت له العديد من المقالات وشارك في العديد من الندوات الوطنية والدولية

يسلط هذا الكتاب الضوء على الأرشيف الصحي لمستشفى كوكار بفاس، إحدى أقدم المؤسسات الاستشفائية التي أنشئت مع بداية الحماية الفرنسية، والذي تحول لاحقا
إلى جزء من سلعة الأرشيف بمستشفى ابن الخطيب

تستند الدراسة إلى تحليل علمي لمجموعة من الوثائق المتنوعة والغنية التي تكشف ملامح التنظيم الصحي إبان تلك المرحلة، وتفتح نوافذ لفهم الأوضاع الوبائية، وأنماط العلاج، وعلاقات الدولة الاستعمارية بالسكان المحليين من منظور يجمع بين الاجتماعي والطبي

يمثل هذا العمل مساهمة في سد فراغ بحثي قائم، ويفتح المجال أمام التفكير في الأرشيف الصحي كمصدر نوعي لفهم تاريخ المدينة والمجتمع والدولة.