افتتحت مؤسسة منتدى أصيلة، الدورة السادسة والأربعين للموسم بندوة تكريمية بعنوان “محمد بن عيسى: رجل الدولة وأيقونة الثقافة”، بمكتبة الأمير بندر بن سلطان في المدينة. وحضر الندوة شخصيات بارزة من ثلاث قارات، بينهم رئيس السنغال السابق، ومستشار ملك البحرين، ووزراء ومسؤولون مغاربة حاليون وسابقون، إضافة إلى وزراء خارجية سابقين من إسبانيا واليمن وكاب فيردي ومصر والسنغال والبرتغال.
بدأت الندوة بتلاوة آيات من القرآن، تلتها الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس إلى أسرة الراحل، مشيداً بمسيرته الطويلة من العطاء الوطني والمستوى الرفيع من الكفاءة في مختلف المناصب السامية التي تقلدها، وأكد الملك أن بن عيسى كان مثالاً للمواطنة المسؤولة، وجعل من مدينة أصيلة مركزاً ثقافياً وفنياً ذا إشعاع وطني ودولي، عبر تأسيسه وتسييره لمؤسسة “منتدى أصيلة”.
كما أشاد ماكي سال، الرئيس السابق للسنغال، بدور بن عيسى كـ”رجل دولة ومدافع عن الثقافة”، مشيراً إلى مساهمته في جعل منتدى أصيلة منصة للإبداع والسلام والأخوة بين الشعوب، وجسراً يربط بين الثقافات والحضارات المختلفة.
وتناول الأمير بندر بن سلطان آل سعود دور الراحل في تعزيز الثقافة والمعرفة، مذكراً بتجربتهما المشتركة في الولايات المتحدة، وعمله على جعل أصيلة منارة ثقافية وفنية، بتوجيه من الملك فهد والملك الحسن الثاني، لتصبح جزءاً من الحراك الإنساني والثقافي.
وأشاد مستشار ملك البحرين، نبيل يعقوب الحمر، بدور بن عيسى في جمع المثقفين والسياسيين والأدباء والفنانين العرب، وتعزيز التفاهم بين الشعوب وبناء جسور التعاون بين الحضارات، مؤكداً أن إرثه الثقافي سيظل خالداً لكل من تأثر بمعارفه ورؤاه.
كما وصف جمال سند السويدي، من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بن عيسى بأنه دبلوماسي مثقف ورائد للعمل الثقافي، فيما عبّر وزير العدل عبد اللطيف وهبي عن فقدان شخصية فريدة جمعت بين الحكمة والهدوء والتأمل في السياسة.
وأشار الأمين العام للحكومة محمد الحجوي إلى مساهمات بن عيسى في ربط مدينة أصيلة بالمشهد الدولي، وجعلها مركزاً فكرياً وثقافياً يجمع قادة العالم لمناقشة قضايا ذات بعد عالمي، واعتبره أحد القادة الذين استلهموا من رؤية الملك محمد السادس استراتيجية “رؤية إفريقيا قارة المستقبل”، ما منح الثقافة الوطنية مكانة مرموقة دولياً.
واستعرضت وزيرة خارجية إسبانيا السابقة آنا بالاسيو مسيرة الراحل، مؤكدة أن الفن والكلمة كانت بالنسبة له جسراً للقاء بين الشعوب، بينما أكد فيكتور بورخيص، وزير خارجية كاب فيردي السابق، أن مساهمة بن عيسى في إثراء الثقافة المغربية والعربية والإفريقية جعلت من أصيلة مدرسة للتبادل والحوار والتعلم.
وتناول المسؤول اليمني السابق مصطفى نعمان تواضع بن عيسى وسعيه لإنشاء مساحة تحفز النقاش والطرح الحر بعيداً عن السياسة، بينما وصف لويس أمادو، وزير خارجية البرتغال السابق، بن عيسى بأنه رجل حكمة وثقافة، جمع بين الرؤية الاستراتيجية والفكر العميق.
وتولى حاتم بطيوي، الأمين العام الجديد لمؤسسة منتدى أصيلة، قيادة المؤسسة بعد وفاة المؤسس، مشيراً إلى الجهود المبذولة لسد فراغ غياب بن عيسى، مؤكداً استمرار مدرسة محمد بن عيسى الثقافية في أصيلة، ومساهمة المؤسسة الفعالة في الإشعاع الثقافي للمملكة، بمشاركة 350 شخصية من عالم الفكر والفن والدبلوماسية والإبداع