آخر الأخبار

أزيد من 495 ألف مترشح يجتازون البكالوريا ووزارة التعليم تتعهد بضمان النزاهة


انطلقت امتحانات البكالوريا لهذه السنة وسط أجواء تنظيمية صارمة وإجراءات أمنية دقيقة، تجسد حجم الرهان الذي تمثله هذه المحطة في مسار التلاميذ وأسرهم، كما تعكس في الآن ذاته يقظة المنظومة التربوية إزاء التحديات المرتبطة بمصداقية الشهادة وشفافية الاستحقاق. فبين الرغبة في إنجاح لحظة التقييم، وبين الحرص على محاربة الغش وتأمين تكافؤ الفرص، تتحرك وزارة التربية الوطنية وفق استراتيجية متعددة الأبعاد لا تقتصر على الجانب اللوجستي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب النفسية والتحسيسية والرقمية كذلك



الرقم الكبير للمترشحين، الذي يقارب نصف مليون، يكشف عن حجم العملية وتعقيداتها. ومع حضور قوي للمترشحات بنسبة 52%، وازدياد ملحوظ في عدد الأحرار (22% من المترشحين)، يصبح من الضروري تكييف منهجية التنظيم مع تنوع الحاجيات والملفات. وقد بدا واضحًا أن الوزارة اختارت هذه السنة تسريع خطوات التحول الرقمي، سواء في تدقيق الهوية أو في التصحيح، ما يعكس إرادة قوية لمأسسة الشفافية وتقليص هامش الخطأ والتأويل.
 

لا تقتصر المعركة اليوم على تهيئة قاعات الامتحان وتأمين المواضيع، بل تشمل كذلك بناء وعي جماعي بقيمة الاستحقاق والنزاهة. من هنا جاءت الحملات التحسيسية المكثفة التي سبقت الامتحانات، والتي لم تكتف بمخاطبة العقول من باب التخويف القانوني فقط، بل سعت إلى إقناع التلاميذ بأن الغش فعل يقوّض الذات قبل أن يُخِلّ بالقانون. القانون رقم 02.13 لم يكن إذن مجرد سيف مسلط، بل أداة لتقوية ثقافة المسؤولية، خاصة أن العديد من حالات الغش باتت تتخذ أشكالًا رقمية معقدة.
 

في الآن ذاته، لا يمكن التغاضي عن أهمية الدعم النفسي والبيداغوجي الذي وفّرته الأكاديميات الجهوية، في مرحلة ما قبل الامتحانات. فالتلميذ لا يدخل قاعة الامتحان وحده، بل يصطحب معه مخاوف أسرته، وضغط التوقعات، وهواجس المستقبل. لهذا كان ضروريا أن تواكب الوزارة هذه المرحلة بحلقات للدعم الذهني والوجداني، في محاولة لإنقاذ التلاميذ من الانهيار أو القلق المفرط، خاصة في سياق اجتماعي لا يرحم الفشل.
 

أما الجانب التنظيمي الصرف، فقد اتسم هذه السنة بتطور لافت، سواء على مستوى ضبط الهوية عبر التطبيقات الرقمية، أو من خلال الترقيم السري الإلكتروني في التصحيح، واعتماد تقنية المسح الضوئي لضمان دقة النتائج. وهي خطوات تؤشر على انتقال واضح نحو ترسيخ إدارة رقمية للامتحانات، دون أن يُلغى الجانب الإنساني، بل في تناغم معه.
 

الرهان اليوم أكبر من شهادة مدرسية، إنه رهان على مصداقية المدرسة العمومية، وعلى صون ثقة المجتمع في نتائجها. ولا شك أن تحدي الغش سيبقى مطروحًا، غير أن التطورات التنظيمية، والدعم الموازي، والرقمنة المتزايدة، تعطي الأمل في أن تتحول البكالوريا من لحظة توتر موسمية إلى طقس وطني في ترسيخ قيم النزاهة والعدالة والاستحقاق


البكالوريا 2025، امتحانات، الغش، وزارة التربية الوطنية، الدعم النفسي، الرقمنة، القانون 02.13


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 29 ماي 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic