كتاب الرأي

أزمة وساطة وثقة… إلى أين؟


ما وقع من احتجاجات شبابية بالأمس يفتح الباب واسعًا أمام سؤال جوهري : أين اختفت قنوات الوساطة التي من المفترض أن تكون جسرا بين المؤسسات والمجتمع؟



بقلم : عبد الصمد الحيان، رئيس مبادرة طارق بن زياد


فالأحزاب السياسية، التي يُفترض أن تكون مدارس للتأطير السياسي وفضاءات لاحتواء هموم الشباب مع القرار العمومي، غابت عن الساحة أو تحولت إلى هياكل إدارية جامدة، بعيدة عن لغة الأجيال الجديدة وتطلعاتهم. منذ انتخابات 2021، التي جرت في سياق دقيق، أفرزت نتائج أوصلت حزبًا يفتقد إلى مؤهلات التواصل السياسي القريب من الناس، خاصة الشباب، حتى أصبح الصمت هو العنوان الأبرز للمرحلة.


النقابات بدورها فقدت الكثير من بريقها، حيث لم تعد قادرة على استيعاب دينامية الشغيلة، ما دفع هذه الأخيرة إلى إنشاء تنسيقيات فئوية جديدة، تعالج ملفات جزئية ومجزأة، في غياب رؤية نقابية موحدة وشاملة.


أما المجتمع المدني، الذي شكّل في مراحل سابقة قوة اقتراحية وفضاءً بديلًا للتأطير والمرافعة، فقد عرف هو الآخر تراجعًا ملحوظًا في قدرته على لعب دور الوسيط،بسبب التضييق والضغط تاركًا فراغًا كبيرًا في قنوات التواصل مع الشباب.


في ظل هذا الغياب الجماعي لوسائل الوساطة، لم يتبقَّ سوى المواجهة المباشرة مع رجال الأمن. لكن هذا الواقع مع الأسف، مهما طال، لن يكون قادرا على إخماد الأسئلة العميقة التي يحملها هذا الجيل.


جيل Gen Z في المغرب يعبّر اليوم بطرق مختلفة، خارج إطار الوساطة التقليدية. هذا التعبير يضعنا أمام مفترق طرق مهم: إما إعادة بناء جسور الثقة عبر إصلاح عميق للأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، وإما المضي نحو مزيد من القطيعة، وما تحمله من مخاطر كبرى.

الأحزاب السياسية، النقابات، المجتمع المدني، الشباب، الجيل الجديد، Gen Z، المغرب، الوساطة





الاثنين 29 سبتمبر 2025

              

تعليمات خاصة بركن «الرأي الحر / ضيوف المنبر / نبض القلم / بلاغات صحفية »
 
الغاية
هذا الركن مفتوح أمام المتصفحين وضيوف الجريدة للتعبير عن آرائهم في المواضيع التي يختارونها، شرط أن تظل الكتابات منسجمة مع الخط التحريري وميثاق النشر الخاص بـ L’ODJ.

المتابعة والتحرير
جميع المواد تمر عبر فريق التحرير في موقع lodj.ma، الذي يتكفل بمتابعة المقالات وضمان انسجامها مع الميثاق قبل نشرها.

المسؤولية
صاحب المقال هو المسؤول الوحيد عن مضمون ما يكتبه. هيئة التحرير لا تتحمل أي تبعات قانونية أو معنوية مرتبطة بما ينشر في هذا الركن.

الممنوعات
لن يتم نشر أي محتوى يتضمن سبّاً أو قدحاً أو تهديداً أو ألفاظاً خادشة للحياء، أو ما يمكن أن يشكل خرقاً للقوانين المعمول بها.
كما يُرفض أي خطاب يحمل تمييزاً عنصرياً أو تحقيراً على أساس الجنس أو الدين أو الأصل أو الميول.

الأمانة الفكرية
السرقات الأدبية أو النقل دون إشارة للمصدر مرفوضة بشكل قاطع، وأي نص يتبين أنه منسوخ سيتم استبعاده.


















Buy cheap website traffic