أخبار بلا حدود

آلية “الزناد” ضد إيران.. بين مأزق النظام وتصاعد دور المقاومة


في خطوة اعتبرها كثيرون تحوّلاً كبيراً في الموقف الأوروبي، أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، في 28 غشت الماضي، عن تفعيل آلية “الزناد” الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران (برجام)، وهي الآلية التي تعني الاستعادة التلقائية للعقوبات الأممية ضد النظام الإيراني.



ووفق بيان الدول الثلاث، فإن عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية “واضح ومتعمد”، حيث باتت منشآتها النووية تثير القلق بشأن انتشار الأسلحة، في ظل تجاوز مخزون اليورانيوم المخصب تسعة أضعاف الحد المسموح به. هذا الوضع يجعل برنامج طهران النووي تهديداً مباشراً للسلام والأمن الدوليين. وتفعيل الآلية يفتح الباب أمام إعادة جميع قرارات مجلس الأمن التي كانت قد أُلغيت، بعد فترة انتظار مدتها 30 يوماً.

مأزق النظام خلف خطاب التحدي
رغم الخطاب المتشدد لمسؤولي النظام الإيراني، فإن تصريحاتهم الداخلية تعكس حالة من القلق العميق. فقد حذر خبير حكومي عبر التلفزيون الرسمي من أن “الاستعادة التلقائية للعقوبات ليست مزحة، بل تهديد جدي للبنية الاجتماعية والسياسية”. بدوره، شبّه عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، عودة العقوبات بـ“الوباء” الذي سيعزل إيران دولياً.

وفي المقابل، حاولت الخارجية الإيرانية التقليل من شأن الخطوة الأوروبية، عبر التشكيك في “الصلاحية القانونية والأخلاقية” لتفعيل الآلية، لكنها لم تُخف إدراكها لتبعاتها الخطيرة. هذا التناقض يكشف مأزق النظام بين محاولة إظهار القوة والاعتراف الضمني بالضعف.

اعتراف صادم: الهدف كان القنبلة
الأخطر، هو الاعتراف غير المسبوق الذي أدلى به البرلماني السابق علي مطهري، حين أقر بأن “الهدف منذ البداية من النشاط النووي كان صناعة القنبلة”. هذا التصريح أكد شكوك المجتمع الدولي، كما عزز ما كانت المعارضة الإيرانية تحذر منه منذ عقود.

وتزامناً مع ذلك، كشفت تقارير عن وضع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تحت حماية مشددة بعد تلقيه تهديداً إيرانياً، ما يعكس الطبيعة العدوانية والسرية للبرنامج النووي.

المقاومة الإيرانية: لا للحرب ولا للمساومة
في ظل هذا المأزق، تجدد المقاومة الإيرانية موقفها الداعي إلى ما تسميه “الحل الثالث”. فبحسب الرئيسة المنتخبة للمقاومة، مريم رجوي، فإن النظام الحاكم في طهران “لن يتخلى عن مشروعه النووي”، وأن سياسة المساومة الدولية منحته فرصاً ثمينة للاقتراب من السلاح النووي.

وترى رجوي أن الخيار الوحيد لتجنيب المنطقة والعالم خطر الحرب، هو إسقاط النظام عبر الشعب والمقاومة، مؤكدة أن إيران المستقبل ستكون “جمهورية ديمقراطية وغير نووية”.

نحو مرحلة جديدة
التحرك الأوروبي بتفعيل آلية “الزناد” يشكل رسالة واضحة بأن سياسة الصبر الطويل قد انتهت. وفي المقابل، يستعد الشعب الإيراني ومقاومته لإيصال صوتهم عبر تجمع كبير ستشهده بروكسل في 6 شتنبر، تحت شعار: “لا لإيران نووية، نعم للسلام والأمن”.

ويبدو أن الأزمة دخلت منعطفاً حاسماً، حيث لم تعد المساومة أو التهديد قادرتين على إخفاء الحقيقة: برنامج إيران النووي لم يكن يوماً ذا أهداف مدنية، بل أداة بيد نظام يضع بقاءه فوق استقرار المنطقة. وبين ضغوط العقوبات وتنامي صوت المعارضة، يقف النظام أمام لحظة مواجهة قد تحدد مستقبله ومستقبل الشعب الإيراني.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 3 سبتمبر 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic