ويمثل هذا المشروع خطوة إضافية في خطة المغرب لبناء شبكة وطنية للسكك الحديدية عالية السرعة، وذلك بعد نجاح خط طنجة – الدار البيضاء الذي دخل الخدمة منذ سنوات وحقق نتائج إيجابية من حيث السرعة والكفاءة والراحة. المشروع الجديد سيغطي المسافة نحو الجنوب، لربط العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة مراكش بشبكة القطارات السريعة، مما يعزز التكامل الجغرافي ويقلص من الفوارق التنموية بين المناطق.
الاتفاقية الموقعة بين SITE والمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) تتضمن مجموعة من المهام المتقدمة التي ستتولاها المجموعة الإيطالية، أهمها تنفيذ نظام اتصالات شامل لعمليات السكك الحديدية، وتركيب أنظمة طاقة كهربائية متطورة من الجيل الجديد، إلى جانب إنشاء بنية تحتية حديثة للأمن السيبراني، تضمن حماية البيانات والتشغيل الآمن في بيئة رقمية متقدمة.
كما سيتم تجهيز المشروع وفقًا لمعايير المستوى الثاني للنظام الأوروبي لإدارة حركة السكك الحديدية (ERTMS)، مما يسمح بالتشغيل البيني مع شبكات السكك الأوروبية، ويعزز مستوى السلامة والتنظيم الآلي في حركة القطارات.
وسيشرف على إنجاز الأشغال تحالف أوروبي تقوده SITE، ويضم شركتين متخصصتين هما Compagnie des Signaux الفرنسية، التابعة لمجموعة Mermec، وGenerali Costruzioni Ferroviarie الإيطالية، المتخصصة في بناء السكك الحديدية. هذا التحالف سيكون مسؤولًا عن دمج الأنظمة التقنية المتعددة ضمن المشروع، مع الالتزام الصارم بالمعايير الأوروبية للأمان والجودة والأداء.
ولا يخفى أن لهذا المشروع بُعداً استراتيجياً يرتبط بتحضيرات المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، بشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال. إذ تم تصنيف تطوير شبكة النقل، وعلى رأسها السكك الحديدية، كأولوية وطنية لضمان تنقل سلس وآمن للزوار والسياح خلال هذا الحدث العالمي، وتقديم صورة حديثة عن المغرب باعتباره مركزاً حديثاً يدمج بين البنية التحتية المتطورة والانفتاح الدولي