أول هذه الإشارات هو غياب الاحترام المتبادل. فحين تُختزل العلاقة في توجيه الإهانات أو التقليل من شأن الطرف الآخر، يفقد الحب معناه الحقيقي. لا يمكن لعلاقة أن تنجو حين تُكسر كرامة أحد الطرفين أو يُستعمل الحب كأداة للسيطرة أو الإذلال. فبدون احترام، يصبح الارتباط عبئًا نفسيًا لا رابطة وجدانية.
الإشارة الثانية هي تكرار الخلافات دون حلول. فحين تدور النقاشات دائمًا في نفس الدائرة، وتُعاد نفس الأخطاء دون أي محاولة للتغيير، فذلك يعني أن العلاقة وصلت إلى طريق مسدود. الحوار الذي لا يثمر سوى التعب يُرهق الطرفين ويستنزف مشاعرهما، لتصبح العودة إلى الهدوء مجرد هدنة مؤقتة لا أكثر.
أما الإشارة الثالثة فتتجسد في الشعور الدائم بعدم الأمان العاطفي. فعندما يصبح القلق والشك رفيقين دائمين، وتغيب الثقة التي تمنح العلاقة توازنها، يتحول الحب إلى معركة صامتة ضد الخوف من الخيانة أو الهجر. لا يمكن بناء علاقة متينة على أرضية مهزوزة يغيب عنها الاطمئنان.
الإشارة الرابعة هي انطفاء التواصل العاطفي، حين يصبح الحديث مجرد مجاملة أو عادة يومية بلا معنى. فحين يفقد الطرفان القدرة على التشارك في الأفكار والمشاعر، ويتحول الصمت إلى لغة العلاقة، فذلك دليل على جفاف داخلي يصعب إنعاشه بالوعود.
الإشارة الخامسة تظهر عندما تُلغى الذات داخل العلاقة. فإذا وجد أحد الطرفين نفسه يتنازل عن قناعاته وحدوده وأحلامه ليُرضي الآخر، فإن الحب يتحول إلى تبعية. العلاقة الصحية لا تطلب التضحية بالهوية، بل تحتضن الاختلاف وتُشجع على النمو المشترك.
أما الإشارة السادسة والأخيرة فهي غياب الرغبة في الاستمرار رغم المحاولات. حين يُبذل الجهد ويُمنح الوقت وتُمنح الفرص، ومع ذلك يبقى الشعور بالفراغ مسيطرًا، فذلك اعتراف صامت بأن الحب انتهى، وأن البقاء لم يعد فعل حب، بل خوف من الانفصال.
إن إنهاء العلاقة لا يعني الفشل، بل في أحيان كثيرة يكون أسمى أشكال النضج، لأنه يعكس شجاعة في مواجهة الواقع بدل الغرق في أوهام الأمل. فبعض النهايات ليست خسارة، بل بداية جديدة لسلام داخلي طال انتظاره