آخر الأخبار

ترامب ينهي وكالة USAID : تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية


في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصته "Truth Social" عن إلغاء وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID)، وهي الهيئة الفيدرالية المسؤولة عن تقديم المساعدات التنموية الدولية. ويُعد هذا القرار بمثابة نقطة تحول فارقة في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ ينهي واحدة من الأدوات الدبلوماسية الرئيسية التي عززت النفوذ الأمريكي على مدى عقود.



نهاية عقود من الدبلوماسية التنموية

منذ تأسيسها عام 1961، لعبت وكالة USAID دورًا بارزًا في تمويل مشاريع التنمية في مجالات الصحة، والتعليم، ومكافحة الفقر، وتعزيز الحوكمة الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم. ورغم أن إدارة ترامب كانت قد أبدت تحفظات على هذه المساعدات سابقًا، فإن قراره الحالي يمثل قطيعة تامة مع هذا التقليد، ما يضع العديد
من الدول والمنظمات الإنسانية أمام تحديات غير مسبوقة.

سياسة "أمريكا أولًا" في صدارة المشهد
برر ترامب قراره بأن المساعدات الخارجية تمثل "هدرًا هائلًا" لأموال دافعي الضرائب لصالح دول "لا تحترم أمريكا"، على حد تعبيره. وأكد أن هذه الموارد ستُعاد توجيهها نحو تحسين البنية التحتية داخل الولايات المتحدة ودعم الاقتصاد الوطني، في خطوة تتماشى مع نهجه القومي الانعزالي الذي يدعو إلى تقليص الالتزامات الدولية التي لا تحقق مصلحة مباشرة للولايات المتحدة.

انعكاسات دولية عميقة
يشكل إنهاء USAID ضربة قاسية للعديد من الدول، لا سيما في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حيث كانت تعتمد على التمويلات الأمريكية في مجالات حيوية مثل الصحة، والزراعة، والتعليم. وقد يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في هذه المناطق، مما يمنح قوى أخرى مثل الصين وروسيا فرصة لتعزيز نفوذها عبر تقديم بدائل تنموية، كما هو الحال مع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

رهان محفوف بالمخاطر
ورغم أن القرار قد يُرضي التيار القومي داخل الحزب الجمهوري، إلا أنه يثير مخاوف لدى وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، حيث كانت USAID تُستخدم كأداة استراتيجية لمواجهة النفوذ الصيني والروسي وتأمين الاستقرار في مناطق حساسة. كما أن قطع المساعدات قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الأمريكية مع العديد من الحلفاء، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث كانت هذه البرامج أداة دبلوماسية رئيسية لتعزيز التعاون الدولي.

هل تتجه واشنطن نحو عزلة دولية؟
بإلغائه لهذه الوكالة، يوجه ترامب رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تستمر في تمويل المشاريع التنموية الخارجية ما لم تكن تصب في مصلحتها المباشرة. لكن يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيؤدي هذا النهج إلى تعزيز قوة الولايات المتحدة أم أنه سيسرّع انسحابها من موقع القيادة العالمية؟

ترامب، USAID، إلغاء المساعدات، السياسة الخارجية الأمريكية


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 4 فبراير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند


عناوين البوابات الإلكترونية الناطقة بالعربية المغربية





Buy cheap website traffic