فن وفكر

🎵 جَبِينٌ مُرْتَفِع


اِرْفَعْ جَبِينًا يَسُودُ النُّورُ فِي الأُفُقِ
وَامْشِ الْحَيَاةَ كَمِثْلِ السَّيْفِ فِي الطُّرُقِ

لا تَخْشَ ظُلْمًا، فَفِي صَدْرِ الكَرِيمِ ضِياءٌ
وَاللهُ يَرْعَى فَتًى يَسْعَى بِمُعْتَنَقِ



استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون


أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة

اِمْشِ عَلى الدَّرْبِ صُلْبًا وَالرَّأْسُ مُرْتَفِعٌ 
فَالعِزُّ يَسْكُنُ مَنْ لا يُرْهِبُ الوَجَلَا

مَنْ كانَ قَلْبُهُ صَافِيًا لا ذَنْبَ يُثْقِلُهُ 
مَا حَنَى الجَبْهَةَ العَزَّاءَ مُنْخَفِضَا

وَارْفَعْ بَصَرَكَ نَحْوَ النُّجُومِ هَامِسًا 
إِنَّ السَّمَاءَ تُعَلِّمُ الحُرَّ كَيْفَ عَلَا

فَالنُّورُ فِي اللَّيْلِ يَهْدِي السَّائِرِينَ إِذَا 
أَظْلَمْنَ طُرُقُهُمُ وَانْطَوَى السَّبِيلُ بِلَا

مَنْ أَظْهَرَ القُوَّةَ الفِطْرِيَّةَ انْكَشَفَتْ 
فِيهِ الرُّجُولَةُ وَالإِيمَانُ وَالأَمَلَا

قَالُوا الكَرَامَةُ تَسْكُنُ فِي جَبِينِ فَتًى 
مَا كَانَ يَخْشَى جُمُوعَ النَّاسِ أَوْ وَلِيَا

لا تَحْنِ ظَهْرَكَ إِلاَّ لِلإِلٰهِ وَلا 
تَخْضَعْ لِمَخْلُوقِ أَرْضٍ يَسْتَحِقُّ فَنَا

مَنْ يَسْكُنِ الضَّمِيرُ نَقِيًّا كَالنَّقَا 
يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ حُرًّا لا يُطِيقُ خَفَا

اِنْظُرْ إِلَى الفَجْرِ إِذْ يَأْتِي بِصُبْحٍ جَدِيدٍ 
فَالصُّبْحُ دَرْبُ الكِرَامِ البَاسِلِينَ سَنَا

كَمْ مِنْ رَجُلٍ أَقَامَ العِزَّ فِي مِحْنَةٍ 
لَمْ يَنْحَنِي، فَأَتَتْهُ النُّجُومُ هُدًى

فَالرَّأْسُ مَرْفُوعٌ كَالأَطْيَارِ فِي أُفُقٍ 
وَالقَلْبُ مُسْتَنْفِرٌ لِلْحَقِّ مُعْتَلِيا

إِنَّ السَّمَاءَ تُرَبِّي فِينَا شَمُوخًا إِذَا 
تَعَلَّمَ العَقْلُ كَيْفَ يَرْفَعُ الأَمَلَا

لَوْ كَانَ لِلنَّفْسِ حِمًى حُرٌّ يَذُودُ عَنِ الـ 
وُجُودِ لَأَصْبَحَتِ الأَيَّامُ مُبْتَهِجَا

فَامْشِ بِقَلْبٍ جَلِيلٍ، لا تُرَاوِدْهُ هُمُومٌ 
وَاجْعَلْ رِضَا اللهِ فَوْقَ النَّاسِ مُنْتَهَى

يُلخِّصُ هذا الشِّعرُ رِحلةَ الإنسانِ نحوَ الكرامةِ والشموخِ، حيثُ يَدعو إلى المَشي بخُطى ثابتةٍ ورأسٍ مرفوعٍ أمامَ النّاس.

 فمَن كان ضَميرُه نقيًّا ولا يَحمِلُ ذنبًا، لا يَميلُ ولا يَنحني، بل يَسيرُ حُرًّا كالنُّجومِ التي تُضيءُ طُرُقَ الليل. يَستمدُّ الشاعرُ صُورَه من السّماء والفَجر، ليَجعلَ النّجومَ دَليلًا، والفَجرَ بَشارةً لبداياتٍ جديدة. الكرامةُ هنا ليست قُوّةً ماديّةً، بل قُوّةً داخليّةً تَسكُنُ النّفس وتُعلّمُها الصّبرَ والعُلوّ. يُكرّر النصّ معنى أنَّ الخُضوعَ لا يَكونُ إلّا لله، وأنَّ الإنسانَ المُستقيمَ يَحيا بنُورٍ يَملأُ صدرَه. في كُلِّ بيتٍ يُوجَّهُ نداءٌ إلى الاعتزازِ بالنّفس، والنّهوضِ فوقَ الهموم، والتطلّعِ إلى الأملِ كأنَّهُ نجمٌ هادٍ. إنَّه قصيدٌ عن الإرادةِ التي تَصنَعُ العُظماء، واليقينِ الذي يُربّي في الإنسانِ جناحين من نور.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف عدنان بن شقرون





الجمعة 22 أغسطس 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic