ما ميّز هذا الخطاب هو وضوحه. الرسائل كانت دقيقة لا تحتمل التأويل، موجهة إلى المواطن كما هي إلى المسؤول. أسلوب التعبير لم يكن إنشائياً ولا تقنياً، بل كان أقرب إلى حديث صادق بين قائد وشعبه. هذا الوضوح لا يعكس فقط شفافية في التواصل، بل يرسخ تقاليد جديدة في علاقة الدولة بالمجتمع.
واحدة من أقوى اللحظات في الخطاب كانت لحظة ممارسة النقد الذاتي. حينما أشار جلالة الملك إلى وجود اختلالات، تأخر في المشاريع، و تفاوت في توزيع الثروات والخدمات، فجلالته لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يحفز جميع الفاعلين على التحرك. الخطاب حمل دعوة للمحاسبة، ليس فقط من طرف الدولة، بل من المواطن نفسه الذي أصبح اليوم أكثر وعياً، أكثر مطالبة، وأكثر انتظاراً للنتائج.
أيضاً، التركيز على “تغليب المصلحة الوطنية” كان محوراً مركزياً. في زمن تتضارب فيه المصالح، وتكثر فيه الضغوط الخارجية، يأتي الخطاب ليعيد ترتيب الأولويات: لا انتماء يعلو على الوطن، ولا مشروع يسبق مصلحة المواطن. المغرب اليوم بحاجة إلى وحدة الجبهة الداخلية، وإلى تعبئة جماعية، تتجاوز الحسابات الضيقة.
جلالة الملك شدد على رفض مغرب “بسرعتين”. الرسالة واضحة: لا يمكن أن نبني نموذجاً تنموياً نترك فيه مناطق بأكملها تتخلف عن الركب. العدالة المجالية ليست رفاهية سياسية، بل أساس للاستقرار والسلم الاجتماعي. المواطن في قرية نائية من الأطلس له الحق في نفس الخدمات التي يتمتع بها مواطن في قلب الدار البيضاء أو الرباط.
من جهة أخرى، جاءت دعوة الملك إلى جمع الشمل كإشارة إلى ضرورة إعادة ترميم الثقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع. المصالحة لا تقتصر على الملفات التاريخية، بل تشمل إعادة الاعتبار للفئات المهمشة، إعطاء فرص للشباب، وتحقيق تكافؤ حقيقي للفرص.
خطاب 2025 أولى أهمية كبرى للمسار الانتخابي، معتبراً إياه مؤشراً على نضج العلاقة بين الدولة والمواطن. لم يكن الحديث عن الانتخابات تقنياً أو إجرائياً، بل حديثاً عن دورها في إعادة إنتاج النخبة، في تجديد الفعل السياسي، وفي بناء شرعية جديدة قوامها الكفاءة والنزاهة.
أما عن أفق المغرب الإقليمي، فقد كان الحلم المغاربي حاضراً بقوة. المغرب لم يتنكر يوماً لجذوره المغاربية، بل ظل يؤمن بأن مستقبل شعوب المنطقة رهين بتكاملها، لا بصراعاتها. جلالة الملك عبّر عن هذا الإيمان المتجدد بعبارة صادقة: “الاتحاد المغاربي حلم لا مناص منه”.
وفي ختام الخطاب، كانت الآية الكريمة: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” بمثابة رسالة محورية. الأمن والاستقرار، والعيش الكريم، هي الأسس التي يُبنى عليها مشروع الدولة. لا تنمية بدون أمن، ولا أمن بدون عدالة اجتماعية.
خطاب العرش لهذا العام كان محطة فاصلة، خطاب مسؤول، مليء بالدروس السياسية، بالوضوح في التوجيه، وبالدعوة للعمل. كمواطن، شعرت أن هذا الخطاب لم يُلق من فوق، بل خرج من قلب الواقع، وهو موجّه لكل من يريد أن يكون فاعلاً لا متفرجاً.
واحدة من أقوى اللحظات في الخطاب كانت لحظة ممارسة النقد الذاتي. حينما أشار جلالة الملك إلى وجود اختلالات، تأخر في المشاريع، و تفاوت في توزيع الثروات والخدمات، فجلالته لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يحفز جميع الفاعلين على التحرك. الخطاب حمل دعوة للمحاسبة، ليس فقط من طرف الدولة، بل من المواطن نفسه الذي أصبح اليوم أكثر وعياً، أكثر مطالبة، وأكثر انتظاراً للنتائج.
أيضاً، التركيز على “تغليب المصلحة الوطنية” كان محوراً مركزياً. في زمن تتضارب فيه المصالح، وتكثر فيه الضغوط الخارجية، يأتي الخطاب ليعيد ترتيب الأولويات: لا انتماء يعلو على الوطن، ولا مشروع يسبق مصلحة المواطن. المغرب اليوم بحاجة إلى وحدة الجبهة الداخلية، وإلى تعبئة جماعية، تتجاوز الحسابات الضيقة.
جلالة الملك شدد على رفض مغرب “بسرعتين”. الرسالة واضحة: لا يمكن أن نبني نموذجاً تنموياً نترك فيه مناطق بأكملها تتخلف عن الركب. العدالة المجالية ليست رفاهية سياسية، بل أساس للاستقرار والسلم الاجتماعي. المواطن في قرية نائية من الأطلس له الحق في نفس الخدمات التي يتمتع بها مواطن في قلب الدار البيضاء أو الرباط.
من جهة أخرى، جاءت دعوة الملك إلى جمع الشمل كإشارة إلى ضرورة إعادة ترميم الثقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع. المصالحة لا تقتصر على الملفات التاريخية، بل تشمل إعادة الاعتبار للفئات المهمشة، إعطاء فرص للشباب، وتحقيق تكافؤ حقيقي للفرص.
خطاب 2025 أولى أهمية كبرى للمسار الانتخابي، معتبراً إياه مؤشراً على نضج العلاقة بين الدولة والمواطن. لم يكن الحديث عن الانتخابات تقنياً أو إجرائياً، بل حديثاً عن دورها في إعادة إنتاج النخبة، في تجديد الفعل السياسي، وفي بناء شرعية جديدة قوامها الكفاءة والنزاهة.
أما عن أفق المغرب الإقليمي، فقد كان الحلم المغاربي حاضراً بقوة. المغرب لم يتنكر يوماً لجذوره المغاربية، بل ظل يؤمن بأن مستقبل شعوب المنطقة رهين بتكاملها، لا بصراعاتها. جلالة الملك عبّر عن هذا الإيمان المتجدد بعبارة صادقة: “الاتحاد المغاربي حلم لا مناص منه”.
وفي ختام الخطاب، كانت الآية الكريمة: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” بمثابة رسالة محورية. الأمن والاستقرار، والعيش الكريم، هي الأسس التي يُبنى عليها مشروع الدولة. لا تنمية بدون أمن، ولا أمن بدون عدالة اجتماعية.
خطاب العرش لهذا العام كان محطة فاصلة، خطاب مسؤول، مليء بالدروس السياسية، بالوضوح في التوجيه، وبالدعوة للعمل. كمواطن، شعرت أن هذا الخطاب لم يُلق من فوق، بل خرج من قلب الواقع، وهو موجّه لكل من يريد أن يكون فاعلاً لا متفرجاً.