وأوضح الوزير أن هذه المشاريع لا تندرج فقط ضمن منطق توسيع العرض الصحي، بل تمثل خطوة نوعية نحو تحقيق العدالة المجالية وتقريب العلاج من المواطنين في المناطق التي عانت طويلا من غياب المرافق الصحية الأساسية.
وأكد المسؤول الحكومي أن عددا مهما من هذه المستشفيات شُيد في أقاليم لم تكن تتوفر على أي بنية استشفائية من قبل، وهو ما يعكس، حسب تعبيره، الإرادة القوية للوزارة لتصحيح اختلالات الماضي وتدارك الخصاص البنيوي في المنظومة الصحية، خاصة بالعالم القروي والمناطق الحدودية.
وأشار إلى أن هذه المشاريع مكنت من توفير بنية تحتية قادرة على استقبال مختلف الحالات الطبية، مما ساهم في تقليص معاناة التنقل نحو المدن الكبرى وخفف الضغط عن المستشفيات الجهوية والجامعية.
وشملت لائحة المستشفيات المنجزة كلا من ميدار بإقليم الدريوش، وفكيك، وتالسينت، وأحفير، وجرف الملحة، وسيدي يوسف بن علي بمراكش، ومحاميد الغزلان، وآسفي، وأرفود، وهي مؤسسات وُضعت لتلبية حاجات الساكنة المحلية وتقديم خدمات صحية ذات جودة.
كما أبرز الوزير أن هذه المشاريع جاءت لتدعيم الشبكة الوطنية للمؤسسات الصحية وتوفير رعاية أولية متكاملة، بما يضمن تحسين مؤشرات الصحة العمومية على المستوى الوطني.
وفي المقابل، لم يُخفِ التهراوي أن بعض الأوراش تعرف تأخرا في وتيرة الأشغال لأسباب متعددة، من بينها إشكالات تقنية مرتبطة بالربط بشبكتي الكهرباء والماء، وصعوبات التهيئة الخارجية، إضافة إلى تعديلات تفرضها ظروف التنفيذ الميداني. وأوضح أن الوزارة تعمل بتنسيق مع مختلف الشركاء والمتدخلين لتجاوز هذه العوائق وضمان استكمال المشاريع في الآجال المحددة.
وأشار الوزير أيضا إلى أن البرنامج الحكومي المتعلق بتأهيل 1400 مركز صحي للقرب يشهد بدوره تقدما ملحوظا، إذ دخلت الخدمة يوم 24 أكتوبر 2025 دفعة جديدة تضم 49 مركزا صحيا حضريا وقرويا موزعة على تسع جهات، وذلك في إطار مقاربة متكاملة تهدف إلى رفع جودة الخدمات وتحسين تجربة المواطن في الاستفادة من العلاجات الأولية.
وأضاف أن الوزارة عبأت أزيد من 230 إطارا صحيا لتأمين انطلاقة فعالة لهذه المراكز وضمان استمرارية الخدمات، مع العمل على تعزيز التجهيزات والموارد البشرية بشكل متدرج.
كما شدد على أن الإصلاح الصحي الجاري لا يقتصر على تشييد البنيات التحتية، بل يمتد إلى تطوير منظومة الحكامة وتجويد الخدمات، بما يتماشى مع أهداف الورش الملكي للحماية الاجتماعية الهادف إلى تعميم التغطية الصحية وتكريس العدالة في الولوج إلى العلاج
الرئيسية





















































