بقلم : مصطفى بلعوني، باحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية تخصص تاريخ معاصر وراهن
لكن الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت العالم في عام 1929م جعل الاقتصادية الأوروبية تنكمش وظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب جديد مهم في العالم، وفي العلاقات الدولية ،بخطط جديدة سميت (نيو -ديل ) (news deel ) وظهر الرئيس روزفيلت منقد للاقتصاد العالمي ..
في هذا الوقت وصلت إلى الحكم في اوروربا الأحزاب القومية أو الوطنية في ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا ،وتركيا، هناك من يسميها بالدكتاتورية .هتلر في ألمانيا ،موسوليني في إيطاليا، مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، فرانكو في اسبانيا.،والدكتاتوريين العسكريين في اليابان، . جاء رد فعل على الاحتقار والإهانة التي أصابت هذه الشعوب،والمجتمعات في نهاية الحرب العالمية الأولى وبالأخص في معاهدة سان ريمو 1920 بقصر فرساي . الذي فرض على شعوبهم تبعات الحرب وخسارتها .
ومن بين الأحزاب القومية لألمانيا حيث لم يعترف بالاتفاقيات والمعاهدات والتي اعتبرت إذلال للشعب الألماني.
وضرب عرض الحائط هذه المعاهدة ،سان ريمو، وشجع التسلح وحصوله على المدفعية والطيران الذي حرم منها الجيش الألماني وطالب بالمجال الحيوي واعتبر،الجنس الآري أرقى الأجناس وحمل المسؤولية الأزمات التي تعرض لها الاقتصاد الألماني لليهود،وأصبحت الأوضاع الدولية تنذر باشتعال الحرب العالمية الثانية .انهارت عصبة الأمم وقراراتها .ولم يكثرت بالمعاهدات والاتفاقيات بين الدول .وتم القضاء على العدو المشترك هتلر النازي .في الحرب. العالمية الثانية . وتحول حلفاء الأمس إلى أعداء وخاصة الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية. وأصبح التحالف على أساس مذهبي او جغرافي وعلى أساس عقيدة عسكرية وإيديولوجية واصبحنا امام معسكرين شرقي وارسو وغربي الناتو .تم دول أخرى أصبحت في محور دول عدم الانحياز .
عاش العالم أكثر من خمسين عاما في حرب سميت بالباردة .إلى أن تغيير النظام العالمي عام 1991 بعد انهيار،جدار،برلين .ورجع العالم إلى أصوله الجغرافية والاجتماعية الذي، قسموه بالقوة توحد بالفعل، والذي وحدوه بالقوة تقسم بالفعل ،العالم بعد سقوط جدار برلين الأنظار أصبحت متجهة للشرق الأوسط، ولا غير.
تم إسدال الستار على الصراع في غرب شرق آسيا حيث تم حلحلة قضية أفغانستان. بالمرة وكشميروالصراع الهندي -البكستاني .
لكن بؤرة التوتر العالمي أصبحت في الشرق الأوسط. وفي الوطن العربي بالخصوص لأن امتداداته في كل الاتجاهات تجر شهية الغرب الامبريالي الذي يحتضن بحر عمان، والبحر الأحمر،والبحر الأبيض المتوسط لأن الوطن العربي يسيطر على أكبر الممرات المائية العالمية ، باب المندب، قناة السويس، مضيق جبل طارق ..ويراقب خمس بحور ومحيطات الأطلسي ، والهندي ،والبحر الأبيض المتوسط..والبحر الأحمر والبحر، الأسود ،و الأدرياتيكي والبحر الميت . .مميزات الشرق الأوسط ( التسمية للانجليز ) .امتداد الجغرافيا ، امتداد النسيج الاجتماعي ..امتداد العمق الحضاري، الدين الواحد .التاريخ المشترك ، روابط الدم الواحد ، اللغة الواحدة أو اللهجات المتقاربة والمتباعدة لسانيا وينهال من نفس العلاقات والتقاليد والعادات .الحضارية ومن الموروث الثقافي أي أكثر من 90 في المئة من السكان .دينهم الإسلام.
هذه الأبعاد جعلت " الخدمة " في هذه المنطقة من العالم .من قبل الامبريالية العالمية والصهيونية ، لأنها شديدة التكتل والوحدة ،كما أن جميع المعطيات تؤدي إليها .
ولهذا فإن العمل الامبريالي يريد أن يجعل من هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا مستهدفة لكي لا تتوحد سياسيا.ولهذا زرعت الامبريالية التقليدية أو الاستعمار التقليدي .الإنجليز -وفرنسا في فترة الانتدابات في عام 1948 إسرائيل في أراضي عربية في فلسطين لأنهم ادركوا أن مايجمع هؤلاء،الشعوب أكثر مما يفرقها في هذه الرقعة الجغرافية من المعمورة .ومازال الصراع محتدما حول فلسفة الوجود والكينونة لشعبان شعب أصيل أرضا ومنبت ، وشعب تم جمعه من الشتات ".الدياسبورا " وجيئ به لإعمار الأرض غصبا للأرض بالقوة ومباركة اوروربا.كاملة والعالم "المتحضر " والامم المتحدة بما فيها الاتحاد السوفياتي الذي اعترف باسراىيل ..
تطورت الظروف و تناسلت عدة اقتراحات وتخريجات ومؤتمرات ومبادرات ..وحلول والنتيجة هو الصراع الأبدي بين حق فلسطين في الأرض .وبين وجود إسرائيل في الحياة ..
لكن للاقتصاد الامبريالي العالمي هو ما يختزنه الشرق الأوسط من مواد استراتيجية. ومن ممرات حساسة ومضايق قل نظيرها في العالم أن .حل الدولتين. هو وهم تاريخي أدى إلى تقوية الكيان الإسرائيلي. وعززت من أطماع الغرب الامبريالي استنزاف مقدرات العالم العربي .بعدم موت هذا الصراع وجعله حيا إلى الأبد ، لأن الامبريالية العالمية ليس في صالحها حل المشكلة وخاصة الصهيونية .العالمية .
أن خطة الشرق الأوسط الجديد .والتي تحمست له كونزلن رايس وزيرة. الخارجية الأمريكية قبل عشرين سنة في إطار نظرية سميث بنظرية "الفوضى الخلاقة " والتى أدت إلى تعزيز الكيان الصهيوني، في المنطقة ، مقابل تطويع كل الأنظمة الرافضة لوجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة على حساب الحقوق المشروعة. للشعب الفلسطيني والعربي . خاصة العراق وسوريا واليمن .،والسودان ،ليبيا ..وتم القضاء على هذه الأنظمة الشمولية والقومية العربية والرافضة لمخرجات مؤتمر أوسلو سنة 1993 الذي طرح حلا لبناء دولتين، اسرائيلية، وفلسطينية ،على اراضي حدود 1967م والقضاء،على الأنظمة العربية التي ترفع شعار" تدمير إسرائيل".بعد مرور ثلاثين سنة لم يتحقق حلم الدولتين .ومرت أحداث ووقائع ومؤامرات وقضايا تحت الجسر.ولم يتمكن العالم ولا الأمم المتحدة فرض هذا الخيار.وفي إطار نظرية الفوضى الخلاقة .لم تحسم قضايا التي صنعت في "دهاليز علبة " مهندسي السياسية الجديدة لعالم جديد ومتجدد في إطار القطبية الوحيدة وفي إطار القوة الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية. وانفراده بالقرارات الدولية..حيث أصبحت قوى الردع الوحيدة في العالم .التي تستطيع تسوية الخلافات والصراعات بين الدول .
أن الصراع ،الإسرائيلي - العربي والإسرائيلي حول القضية الفلسطينية والصراع الإيراني- الإسرائيلي حول نفس القضايا والمواضيع مع اختلافات جوهرية ادى الى انتهاء الجغرافية مما جعل السؤال ، حول ماهية القوى في الشرق الأوسط التي تتصدر هذه المنطقة .؟؟ أن الولايات المتحدة لا تثق كثيرا،في إيران لكن الحرب الأخيرة الاثنى عشر،يوما .بين إسرائيل وايران جعلت من أمريكا أن تتودد لكي تكون إيران في صفها وتزول عنها عقيدة العدو الأبدي لإسرائيل وهذا ما جعل الحرب تضبطها الولايات المتحدة في الزمان وفي المكان .ولهذا لم تخرج إسرائيل منتصرة ولا،إيران منتصرة ، والذي خرج منتصرا الولايات المتحدة" ترامب " حيث أصبحتا الجمهورية الإيرانية والكيان الإسرائيلي يخدم الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط. وهذا مادفع ترامب لكي يتمنى أن تكون إيران قوة مزدهرة في المستقبل المنظور،كما أنه خفف من العقوبات والحصار المضروب على الاقتصاد الإيراني.
كما أن ترامب لم يبين انه له "عقيدة صهيونية " ولهذا عامل كلا الطرفين - على مايبدو- بقدم الدبلوماسية المتكافئة كما تسمى في الأدبيات السياسية.
أن الحرب الأخيرة سوف تغير من منطق الأشياء في المنطقة وخاصة أن الجغرافية سابقا ، لها دور قوي ومهم في كل الرهانات ،خاصة أن تلويح الباكستان بتوحد العالم ،الإسلامي،ومساعدة إيران بالنووي تم العمق الاستراتيجي لكل من روسيا والصين وكوريا الشمالية بالإضافة إلى العقيدة أردوغان التركية لكي لا يستقوى أية دولة إسلامية في الشرق الأوسط جعل الولايات المتحدة " ترامب " تعيد الحسابات من جديد في إعادة تشكيل القوى من جديد في الشرق الأوسط ، فقد غطت الحرب الأخيرة الغطاء،عن الدور الي قامت به السعودية في الوساطة في الحرب الأوكرانية - الروسية وجعلت ترامب يؤكد على نهاية الجغرافية،على غرار،نهاية التاريخ للمفكر،فوكوياما ،إن قضية الحرب في غزة سوف تنتهي على أسس ومبادئ جديدة .وقواعد سياسية تجعل إسرائيل تغير من سياستها " المتطرفة " ضد غزة وحماس .وسوف إعادة بناء غزة أي ما دمرته الحرب العدوانية عليها ، كما يعود الفلسطينيون إلى ديارهم في الشمال . و تكون تسوية مع جميع الأذرع الإيرانية بالشرق الأوسط ،أن الولايات المتحدة ترامب،لا تجعل من روسيا أو الصين في المنطقة.أن تضع قدميها في الشرق الأوسط وسوف تطبق فكرة الاتحاد من أجل المتوسط الذي ستكون فيه إسرائيل لاعبا فاعلا .تم الاتحاد من أجل الشرق الأوسط بإدخال ألمانيا المتحمسة لإسرائيل و تسوية وضعيتها مع محاربة السامية ..لأنها تدفع جميع ماتحتاجه إسرائيل من تكنولوجيا أو مواد استراتيجية. أو أموال. وهذا سيؤدي إلى تراجع دور فرنسا وإنجلترا..في المنطقة .
أن وصول ترامب إلى حكم الولايات المتحدة للمرة الثانية غير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ،ترامب يريد أن يعزز دور "النيوكلاسيك "أي الرأسمالية القوية التي تخلق بواسطة دولة قوية وجيش قوي .وتتحكم في شرايين الاقتصاد العالمي وخاصة الجانب المالي .أي القطاعات الاقتصادية الفوق الصناعية أو ذات الجيل الرابع أو الثورة الصناعية الرابعة ( الرقمنة ، شركات الاتصال والتواصل غزو الفضاء،والتكنولوجيا السلمية الدقيقة والخضراء والقطاع المصرفي في العالم والمؤسسات المالية صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وتسيطر على التمويل للدول بفوائد متحكم فيها للغاية ).
أن الجغرافيا السياسية والمكانية أو جغرافية المجال الأرضي أو الطبوغرافية قد انتهت بواسطة التكنولوجيا لأنها أصبحت الجغرافية لاتصون الدول والمجتمعات والشعوب . يجب أن تأخذ بعين الاعتبار في النظام العالمي الجديد .برؤية اقتصادية، تقوي الاقتصاد الأمريكي. وهذا هو صلب التدخلات المباشرة أو الغير المباشرة لامريكا حاليا في جميع بؤر التوتر العالمي .تحت شعار" لا صديق ولا عدو ".."أمريكا الاقتصاد هو الأساس" . هذه هي آليات العلاقات الدولية التي يبني عليها ترامب سياسته الحالية ."
بعد نهاية الجغرافية موتها السريري إذا كان ذلك الاستنتاج صحيحا في خضم هذه الظروف الدولية …؟؟؟
في هذا الوقت وصلت إلى الحكم في اوروربا الأحزاب القومية أو الوطنية في ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا ،وتركيا، هناك من يسميها بالدكتاتورية .هتلر في ألمانيا ،موسوليني في إيطاليا، مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، فرانكو في اسبانيا.،والدكتاتوريين العسكريين في اليابان، . جاء رد فعل على الاحتقار والإهانة التي أصابت هذه الشعوب،والمجتمعات في نهاية الحرب العالمية الأولى وبالأخص في معاهدة سان ريمو 1920 بقصر فرساي . الذي فرض على شعوبهم تبعات الحرب وخسارتها .
ومن بين الأحزاب القومية لألمانيا حيث لم يعترف بالاتفاقيات والمعاهدات والتي اعتبرت إذلال للشعب الألماني.
وضرب عرض الحائط هذه المعاهدة ،سان ريمو، وشجع التسلح وحصوله على المدفعية والطيران الذي حرم منها الجيش الألماني وطالب بالمجال الحيوي واعتبر،الجنس الآري أرقى الأجناس وحمل المسؤولية الأزمات التي تعرض لها الاقتصاد الألماني لليهود،وأصبحت الأوضاع الدولية تنذر باشتعال الحرب العالمية الثانية .انهارت عصبة الأمم وقراراتها .ولم يكثرت بالمعاهدات والاتفاقيات بين الدول .وتم القضاء على العدو المشترك هتلر النازي .في الحرب. العالمية الثانية . وتحول حلفاء الأمس إلى أعداء وخاصة الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية. وأصبح التحالف على أساس مذهبي او جغرافي وعلى أساس عقيدة عسكرية وإيديولوجية واصبحنا امام معسكرين شرقي وارسو وغربي الناتو .تم دول أخرى أصبحت في محور دول عدم الانحياز .
عاش العالم أكثر من خمسين عاما في حرب سميت بالباردة .إلى أن تغيير النظام العالمي عام 1991 بعد انهيار،جدار،برلين .ورجع العالم إلى أصوله الجغرافية والاجتماعية الذي، قسموه بالقوة توحد بالفعل، والذي وحدوه بالقوة تقسم بالفعل ،العالم بعد سقوط جدار برلين الأنظار أصبحت متجهة للشرق الأوسط، ولا غير.
تم إسدال الستار على الصراع في غرب شرق آسيا حيث تم حلحلة قضية أفغانستان. بالمرة وكشميروالصراع الهندي -البكستاني .
لكن بؤرة التوتر العالمي أصبحت في الشرق الأوسط. وفي الوطن العربي بالخصوص لأن امتداداته في كل الاتجاهات تجر شهية الغرب الامبريالي الذي يحتضن بحر عمان، والبحر الأحمر،والبحر الأبيض المتوسط لأن الوطن العربي يسيطر على أكبر الممرات المائية العالمية ، باب المندب، قناة السويس، مضيق جبل طارق ..ويراقب خمس بحور ومحيطات الأطلسي ، والهندي ،والبحر الأبيض المتوسط..والبحر الأحمر والبحر، الأسود ،و الأدرياتيكي والبحر الميت . .مميزات الشرق الأوسط ( التسمية للانجليز ) .امتداد الجغرافيا ، امتداد النسيج الاجتماعي ..امتداد العمق الحضاري، الدين الواحد .التاريخ المشترك ، روابط الدم الواحد ، اللغة الواحدة أو اللهجات المتقاربة والمتباعدة لسانيا وينهال من نفس العلاقات والتقاليد والعادات .الحضارية ومن الموروث الثقافي أي أكثر من 90 في المئة من السكان .دينهم الإسلام.
هذه الأبعاد جعلت " الخدمة " في هذه المنطقة من العالم .من قبل الامبريالية العالمية والصهيونية ، لأنها شديدة التكتل والوحدة ،كما أن جميع المعطيات تؤدي إليها .
ولهذا فإن العمل الامبريالي يريد أن يجعل من هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا مستهدفة لكي لا تتوحد سياسيا.ولهذا زرعت الامبريالية التقليدية أو الاستعمار التقليدي .الإنجليز -وفرنسا في فترة الانتدابات في عام 1948 إسرائيل في أراضي عربية في فلسطين لأنهم ادركوا أن مايجمع هؤلاء،الشعوب أكثر مما يفرقها في هذه الرقعة الجغرافية من المعمورة .ومازال الصراع محتدما حول فلسفة الوجود والكينونة لشعبان شعب أصيل أرضا ومنبت ، وشعب تم جمعه من الشتات ".الدياسبورا " وجيئ به لإعمار الأرض غصبا للأرض بالقوة ومباركة اوروربا.كاملة والعالم "المتحضر " والامم المتحدة بما فيها الاتحاد السوفياتي الذي اعترف باسراىيل ..
تطورت الظروف و تناسلت عدة اقتراحات وتخريجات ومؤتمرات ومبادرات ..وحلول والنتيجة هو الصراع الأبدي بين حق فلسطين في الأرض .وبين وجود إسرائيل في الحياة ..
لكن للاقتصاد الامبريالي العالمي هو ما يختزنه الشرق الأوسط من مواد استراتيجية. ومن ممرات حساسة ومضايق قل نظيرها في العالم أن .حل الدولتين. هو وهم تاريخي أدى إلى تقوية الكيان الإسرائيلي. وعززت من أطماع الغرب الامبريالي استنزاف مقدرات العالم العربي .بعدم موت هذا الصراع وجعله حيا إلى الأبد ، لأن الامبريالية العالمية ليس في صالحها حل المشكلة وخاصة الصهيونية .العالمية .
أن خطة الشرق الأوسط الجديد .والتي تحمست له كونزلن رايس وزيرة. الخارجية الأمريكية قبل عشرين سنة في إطار نظرية سميث بنظرية "الفوضى الخلاقة " والتى أدت إلى تعزيز الكيان الصهيوني، في المنطقة ، مقابل تطويع كل الأنظمة الرافضة لوجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة على حساب الحقوق المشروعة. للشعب الفلسطيني والعربي . خاصة العراق وسوريا واليمن .،والسودان ،ليبيا ..وتم القضاء على هذه الأنظمة الشمولية والقومية العربية والرافضة لمخرجات مؤتمر أوسلو سنة 1993 الذي طرح حلا لبناء دولتين، اسرائيلية، وفلسطينية ،على اراضي حدود 1967م والقضاء،على الأنظمة العربية التي ترفع شعار" تدمير إسرائيل".بعد مرور ثلاثين سنة لم يتحقق حلم الدولتين .ومرت أحداث ووقائع ومؤامرات وقضايا تحت الجسر.ولم يتمكن العالم ولا الأمم المتحدة فرض هذا الخيار.وفي إطار نظرية الفوضى الخلاقة .لم تحسم قضايا التي صنعت في "دهاليز علبة " مهندسي السياسية الجديدة لعالم جديد ومتجدد في إطار القطبية الوحيدة وفي إطار القوة الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية. وانفراده بالقرارات الدولية..حيث أصبحت قوى الردع الوحيدة في العالم .التي تستطيع تسوية الخلافات والصراعات بين الدول .
أن الصراع ،الإسرائيلي - العربي والإسرائيلي حول القضية الفلسطينية والصراع الإيراني- الإسرائيلي حول نفس القضايا والمواضيع مع اختلافات جوهرية ادى الى انتهاء الجغرافية مما جعل السؤال ، حول ماهية القوى في الشرق الأوسط التي تتصدر هذه المنطقة .؟؟ أن الولايات المتحدة لا تثق كثيرا،في إيران لكن الحرب الأخيرة الاثنى عشر،يوما .بين إسرائيل وايران جعلت من أمريكا أن تتودد لكي تكون إيران في صفها وتزول عنها عقيدة العدو الأبدي لإسرائيل وهذا ما جعل الحرب تضبطها الولايات المتحدة في الزمان وفي المكان .ولهذا لم تخرج إسرائيل منتصرة ولا،إيران منتصرة ، والذي خرج منتصرا الولايات المتحدة" ترامب " حيث أصبحتا الجمهورية الإيرانية والكيان الإسرائيلي يخدم الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط. وهذا مادفع ترامب لكي يتمنى أن تكون إيران قوة مزدهرة في المستقبل المنظور،كما أنه خفف من العقوبات والحصار المضروب على الاقتصاد الإيراني.
كما أن ترامب لم يبين انه له "عقيدة صهيونية " ولهذا عامل كلا الطرفين - على مايبدو- بقدم الدبلوماسية المتكافئة كما تسمى في الأدبيات السياسية.
أن الحرب الأخيرة سوف تغير من منطق الأشياء في المنطقة وخاصة أن الجغرافية سابقا ، لها دور قوي ومهم في كل الرهانات ،خاصة أن تلويح الباكستان بتوحد العالم ،الإسلامي،ومساعدة إيران بالنووي تم العمق الاستراتيجي لكل من روسيا والصين وكوريا الشمالية بالإضافة إلى العقيدة أردوغان التركية لكي لا يستقوى أية دولة إسلامية في الشرق الأوسط جعل الولايات المتحدة " ترامب " تعيد الحسابات من جديد في إعادة تشكيل القوى من جديد في الشرق الأوسط ، فقد غطت الحرب الأخيرة الغطاء،عن الدور الي قامت به السعودية في الوساطة في الحرب الأوكرانية - الروسية وجعلت ترامب يؤكد على نهاية الجغرافية،على غرار،نهاية التاريخ للمفكر،فوكوياما ،إن قضية الحرب في غزة سوف تنتهي على أسس ومبادئ جديدة .وقواعد سياسية تجعل إسرائيل تغير من سياستها " المتطرفة " ضد غزة وحماس .وسوف إعادة بناء غزة أي ما دمرته الحرب العدوانية عليها ، كما يعود الفلسطينيون إلى ديارهم في الشمال . و تكون تسوية مع جميع الأذرع الإيرانية بالشرق الأوسط ،أن الولايات المتحدة ترامب،لا تجعل من روسيا أو الصين في المنطقة.أن تضع قدميها في الشرق الأوسط وسوف تطبق فكرة الاتحاد من أجل المتوسط الذي ستكون فيه إسرائيل لاعبا فاعلا .تم الاتحاد من أجل الشرق الأوسط بإدخال ألمانيا المتحمسة لإسرائيل و تسوية وضعيتها مع محاربة السامية ..لأنها تدفع جميع ماتحتاجه إسرائيل من تكنولوجيا أو مواد استراتيجية. أو أموال. وهذا سيؤدي إلى تراجع دور فرنسا وإنجلترا..في المنطقة .
أن وصول ترامب إلى حكم الولايات المتحدة للمرة الثانية غير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ،ترامب يريد أن يعزز دور "النيوكلاسيك "أي الرأسمالية القوية التي تخلق بواسطة دولة قوية وجيش قوي .وتتحكم في شرايين الاقتصاد العالمي وخاصة الجانب المالي .أي القطاعات الاقتصادية الفوق الصناعية أو ذات الجيل الرابع أو الثورة الصناعية الرابعة ( الرقمنة ، شركات الاتصال والتواصل غزو الفضاء،والتكنولوجيا السلمية الدقيقة والخضراء والقطاع المصرفي في العالم والمؤسسات المالية صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وتسيطر على التمويل للدول بفوائد متحكم فيها للغاية ).
أن الجغرافيا السياسية والمكانية أو جغرافية المجال الأرضي أو الطبوغرافية قد انتهت بواسطة التكنولوجيا لأنها أصبحت الجغرافية لاتصون الدول والمجتمعات والشعوب . يجب أن تأخذ بعين الاعتبار في النظام العالمي الجديد .برؤية اقتصادية، تقوي الاقتصاد الأمريكي. وهذا هو صلب التدخلات المباشرة أو الغير المباشرة لامريكا حاليا في جميع بؤر التوتر العالمي .تحت شعار" لا صديق ولا عدو ".."أمريكا الاقتصاد هو الأساس" . هذه هي آليات العلاقات الدولية التي يبني عليها ترامب سياسته الحالية ."
بعد نهاية الجغرافية موتها السريري إذا كان ذلك الاستنتاج صحيحا في خضم هذه الظروف الدولية …؟؟؟