وأضافت المسؤولة الأممية أن سرعة انتشار هذه السلالة تعكس قدرة فيروسات الإنفلونزا على التحور والتكيف، وهو أمر مألوف في علم الفيروسات، لكنها شددت في المقابل على أن البيانات المتوفرة إلى حدود الساعة لا تشير إلى ارتفاع في شدة المرض أو زيادة غير معتادة في معدلات الوفيات، رغم أن التحول الجيني المسجل يعد تطورًا يستوجب المتابعة الدقيقة والمستمرة.
وأبرزت جانغ أن هذا التحور لم يكن مدرجًا ضمن التركيبة المعتمدة في أحدث لقاحات الإنفلونزا المخصصة لموسم الشتاء الحالي في نصف الكرة الشمالي، غير أن المؤشرات الأولية والدراسات المتاحة تفيد بأن اللقاحات الحالية تظل فعالة في الوقاية من الحالات الخطيرة، وتساهم بشكل ملموس في تقليص خطر الاستشفاء والمضاعفات، خاصة لدى الفئات الهشة مثل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي هذا الإطار، جددت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى تعزيز الإقبال على التلقيح الموسمي، معتبرة أن اللقاح لا يهدف فقط إلى منع العدوى بشكل كلي، بل يشكل أداة أساسية للتخفيف من حدة المرض وحماية الأنظمة الصحية من الانهاك خلال فترات الذروة، لاسيما في ظل التعايش المتزامن مع فيروسات تنفسية أخرى.
كما شددت المنظمة على أن التطور المستمر لفيروسات الإنفلونزا يفرض تحديثًا دوريًا لتركيبة اللقاحات، استنادًا إلى المراقبة الجينية العالمية، وهو ما يفسر اختلاف فعالية اللقاحات من موسم إلى آخر، دون أن يقلل ذلك من أهميتها كوسيلة وقائية معتمدة علميًا.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الإنفلونزا الموسمية تصيب سنويًا حوالي مليار شخص عبر العالم، من بينهم ما يقارب خمسة ملايين حالة خطيرة، فيما تُسجل نحو 650 ألف وفاة مرتبطة بمضاعفات المرض، وهو ما يجعل الإنفلونزا أحد التهديدات الصحية المستمرة التي تتطلب يقظة دائمة وتعاونًا دوليًا في مجالي الرصد والوقاية
الرئيسية





















































